الرؤية الملكية في استقلالية التعليم الجامعي
د. بلال السكارنه العبادي
30-03-2011 01:00 AM
اكد جلالة الملك عبد الله الثاني في رسالته الاخيره الموجه الى حكومة البخيت على ان استقلال الجامعات وضمان حرياتها الأكاديمية والفكرية والإبداعية أمر أساسي، وأن يتوقف ما يشكو منه أبناؤنا في الجامعات من تدخلات في شؤونهم واتحاداتهم الطلابية وتفكيرهم السياسي، فهذا زمان جديد لا يقبل مثل هذا، ولا نريد أن تتراجع صورة الحريات في الجامعات عن أعلى ما في العالم من صور للحرية والإبداع، وقال ان الشباب حريتهم مصونة وأن كرامتهم من كرامتي، وأن ينطلقوا أحرارا من أجل الوطن والعدل والحياة. وإنه لا بد لإنهاء أي تدخل من أي جهة كانت في شؤون الجامعات ومعاهد العلم.
وإن الرؤية الملكية المستمره في ضرورة تطوير التعليم الجامعي، وزيادة الاستثمار في البحث العلمي، وتوفير أفضل الظروف التعليمية للطلبة ، وعلى الجامعات في توفير البيئة الكفيلة بصقل شخصيتهم، وتسليحهم بالعلم والمعرفة، وتشجيع التفكير الحر النقدي الخلاق بينهم، ودعم أفكارهم ومشروعاتهم الإبداعية ، ومدى أهمية توفير التعليم النوعي الأفضل وبجودة عالية لطلبة الجامعات، ما يعزز من فرصهم التنافسية في سوق العمل، ويسهم في دعم مسيرة التنمية الوطنية ، علماً بانه قد اشار الى ذلك في في كتاب التكليف، الذي وجهه لرئيس الوزراء معروف البخيت ، وأهمية "إجراء مراجعة شاملة لإدارة عملية التعليم العالي والجامعي، لضمان بقاء جامعاتنا منارات علم وإبداع واسعة الرحاب الفكرية، تبني الهوية الوطنية، وتصقل شخصيات الشباب على قيم الانفتاح والتعددية والتفكير النقدي الخلاق". كما شدد جلالته في كتاب التكليف على "أن الشباب هم ثروة الوطن وصناع مستقبله، ولا بد من إيلائهم أعلى درجات الرعاية، تثقيفا وتعليما وتأهيلا وتعزيزاً للقيم الوطنية، وتمكينا من كل أدوات النجاح والانجاز.".
إن الارتقاء بالجامعات الاردنية لتتمكن من المنافسة، يتطلب ضرورة أبراز ضمان استقلاليتها وتعزيز مفهوم الحاكمية الرشيدة وتجويد نوعية التعليم العالي ومخرجاته وفق معايير اكاديمية عالمية والارتقاء بالبحث العلمي والتطوير والارتقاء بمرحلة إتاحة التعليم العالي للجميع الى مرحلة ضمان الجودة الشاملة لمنظومة التعليم العالي. ولذا فان على جامعاتنا ان تسعى للتميز من خلال شراكة حاضنات أعمال وطلبة متميزين عبر استحداث برامج دراسية فريدة وضمان الجودة وبيئة جامعية امنة وتعزيز السلوك الايجابي وخدمة المجتمع من خلال الهيئة التدريسية والطلبة وثقافة التميز والعمل بروح فريق العمل الواحد عبر تطوير وتحديث وتنمية الموارد المالية والبحث العلمي ومراكز التميز والتي ستساعد فيها توفير البنية التحتية والتكنولوجيا والتعليم الالكتروني الى جانب توثيق التعاون الدولي واستقطاب المزيد من الطلبة الوافدين.
ولهذا حتى نرتقى بالتوجيهات الملكية في تطوير جامعاتنا لا بد ان تسعى الجامعات الى تجذير ثقافة التميز والتعليم المنظم وخلق نظام تدريسي يعتمد على المقدرة الذاتية والتفكير النقدي والاستشكاف المبدع وبناء شراكات مع الصناعة وغيرها من القطاعات الإنتاجية واستقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين وموهوبين ورواد معرفة، وبناء سمعة ومصداقية قائمة على البحث والتطوير وتمكين الخريجين والأساتذة وتوفير المصادر المالية والتجهيزات الحديثة وخلق استثمارات لتنمية موارد الجامعة وخلق بيئة جامعية جاذبة واستقطاب الطلاب المتميزين من حيث القدرات ومهارات القيادة والتواصل والأنشطة اللاصفية.
bsakarneh@yahoo.com