خلل ما في الكرة الأردنية !
خالد خطاطبة
23-03-2024 11:46 PM
في الكرة الأردنية هناك مشاهد تحتاج إلى تفسير وتشخيص، قبيل الذهاب لمرحلة العلاج للتخلص من مثل هذه الحالات التي من الصعب رؤيتها في غير الأندية والمسابقات المحلية، في مؤشر خطير على ثمة خلل ما يحتاج للتوقف عنده تمهيدا لمعالجته.
في دوري المحترفين الأردني، من السهل أن تجد محترفا أجنبيا يلعب بالمجان.. وفي فرق المحترفين ليس صعبا أن يظهر “أبو الحروف” ليحول المدير الفني في فريق إلى مدرب عام.. وفي الكرة الأردنية من السهل أن تمنح الشخص مهمة إدارية في الفريق، قبل أن تحوله لاحقا إلى مدرب والعكس صحيح، حيث يتحول المدرب أحيانا إلى إداري، في مؤشر على رداءة التخطيط الذي يقوده لمسابقات محلية متهالكة.. في الكرة الأردنية إذا فاز المدرب في مباراة يعتبر “جوارديولا” حتى لو فاز بالحظ، وإذا خسر فإن الإدارات تضعه في أسفل السافلين حتى لو كان المدرب بفكر أنشيلوتي، في مؤشر على غياب التخصص والقدرة الفنية على التقييم !
في الأردن يتسرع اتحاد الكرة بدعوة الأندية لجلسات حوارية، رغم يقينه بأن العلاقة بينه وبين الأندية في أسوأ حالاتها، ولكن سرعان ما يصاب الاتحاد بالخيبة، بعد أن احرجته الأندية ورفضت تلبية دعوته، رغم أنه المظلة الرسمية لكرة القدم الأردنية، ليضع الاتحاد نفسه في موقف محرج.
في الكرة الأردنية هناك تجمعات وسهرات كروية تعقد في المزارع والمقاهي، يصدر عنها الكثير من القرارات مثل فرض تشكيلة معينة على المدرب خلال المباريات، أو فرض استبعاد لاعب وإشراك آخر، وما شابه من هذه القضايا التي تأتي لمصالح شخصية بعيدا عن المصلحة العامة، وكثيرا ما تأتي لمصالح انتخابية.. في الكرة الأردنية أموال الأندية محجوز عليها، والحافلات لا تجروء على الحركة بسبب انتهاء ترخيصها.. هناك ملاحظات وقضايا من الصعب التطرق إليها إعلاميا لفداحتها وصعوبة تصديقها.
الكرة الأردنية تعيش حاليا الكثير من المشاهد والقضايا التي لا يجب أن يغفل عنها صانعو القرار في الأندية واتحاد الكرة، فإلغاء الجلسة الحوارية بين الاتحاد والأندية التي كان مقررا عقدها يوم أمس، جاء ليفاقم أوضاعنا الكروية، فالملاحظات والسلبيات والمشاهد الغريبة العجيبة، تتطلب قاعدة متينة من العلاقة بين اتحاد الكرة والأندية، لكي يتمكنوا من عقد جلسات حوارية قوية ومثمرة فيها التشخيص الحقيقي للداءـ وكيفية الحصول على الدواء.
بداية الحل تكمن بتأسيس علاقات متبادلة بين الاتحاد والأندية، مبنية على المكاشفة..علاقة فيها المصلحة العامة تسمو فوق المصالح الشخصية.
الغد