لماذا فقط الاردن المطلوب منه تبرير مواقفهُ اتجاه القضايا العربية ؟ والاندثار في براثن حروبها والانصياع لاهواء البعض وتوجهات الدول والانخراط في المجهول ، والدعوة بأن يكون الاردن في حالة من الهذيان والصراعات الجيوسياسية والحروب والمضايقات والانتقادات وفقدان الذات ، وأن يكون واهناً اقتصادياً وسياسياً ، لماذا الاردن وشعبه فقط ؟ وهل علينا كذلك الانجراف لرغبات شخوص وفصائل وميليشيات لتخترق الساحة الأردنية واغراق المنطقة بآفات الأفكار والعمائم والعصابات ، باي دين علينا زج الاردن في التقلبات والرغبات والمجون ، واي دين يسمح بانتقال الحروب والارباك العسكري إلى الساحة الأردنية واشعال نار الفتنة في اركانهُ .
الا ننظر إلى محيطنا لنرى ما يحدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان وحالات الطائفية والسيطرة باسم الدين المغموس بالدماء والابادة الجماعية والانهيار الاقتصادي ، وفرض الهيمنة والنفوذ باسم الدين والعقيدة، عن أي عقيدة ودين تتحدثون ؟ وعن اي وفاء للارض والانسان تكتبون !!! هل نريد وطن ؟ ام نريد تحقيق اهداف دول وعصائب وميليشيات لا تريد للاردن الخير .
الوطن هو الكرامهُ ورفعتهُ ورفعة المواطن في التعامل بالفكر المنطقي ، لنخلق أجواء مفعمة بالوطنية ، الا يرتابنا الشعور بالحسرة والندم ونحن نحطم قواعدنا ونهج قيادتنا وسعيها السليم في مساندة ومساعدة العرب وقضاياهم والسير بخطى واثقه لتحقيق غايات و منافع حقيقية باساليب سياسية وقانونية ،،، فلا نكن سبباً في تراجع الاستثمار والمستثمرين وتحطيم اقتصادنا ،،، عن أي وطنية نتحدث ؟ وعن اي ولاء ؟
ما يتم من غطرسات ووهم واشاعات وفبركه ، هو وباء وبلاء على الاردن واستقراره وأمنه اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ، علينا بناء قواعد جديدة وعزم جديد بخطط نافعة يافعه ، لنتجاوز كل الصعوبات والضغوطات .. علينا أن نزيح الوشاح عن وجوهنا ، وننزع الحقد والانانية، وننظر بنظره إنسانية لعواقب أعمالنا وما سينتج عنها ، ونزيح الغبار عن أفكارنا ، ونتمحص ونعي ما يدور وما يحاك على الاردن وشعبه ، ونعود لفكرنا السليم وتطلعاتنا نحو الوطن و بنيانه ، ونعود لرشدنا متحابين مخلصين للوطن وقيادته .