موقف وطني نادر و انساني نبيل يحترم ويستحق التقدير والثناء ، ذلك الذي عبر عنه في اصدق حال آل المرحوم خيري جميل فقيد الاردن الذي قضى في حادث دوار الداخلية السبت الماضي.

مثل هذا الموقف العظيم الصادق والجريء الذي اعلنه شاب محترم نيابة عن آل الفقيد في لحظة مواراة الجثمان الغالي تراب الوطن ، يجب ان يكون عبرة لمن يعتبر ، فالرجل ضرب وباسم آل الفقيد الكرام الهمهم العزيز جلت قدرته الصبر والسلوان ... المثل الاروع والاصدق في الوطنية والتسامح الذي لا نفاق ولا مراء ولا مصلحة فيه ابدا .

هذا موقف عظيم عندما يقف رجل كريم من آل الفقيد وسط جموع المشيعين في لحظة صدق لا تضاهى ليعلن بصدق لا يضاهى وتحت وطأة الحزن على فراق عزيز ليعلن بشهامة ان لا علاقة لآل الفقيد وعائلته الكريمة بموقف مناقض تماما عبر عنه وللاسف قلة آخرون نسأل الله لهم الهداية إذ استنكروا وجود ضباط من رجال الامن العام جاءوا لتقديم واجب العزاء والمشاركة في التشييع وطلبوا منهم مغادرة المكان!. شتان بين الموقفين .. فأهل الفقيد العزيز رحمه الله يتجملون بالصبر و يحتسبون فقيدهم وفقيدنا عند الله ويؤكدون اعتزازهم ببلدهم وبقيادتهم وبشعبهم ويرفضون بسمو كل موقف مغاير يصدر عن حالة توتر وهياج ، ولا حول ولا قوة الا بالله .

اتمنى مخلصا لوجه الله ان نتخلق جميعا في هذا البلد الطيب باخلاق هذه الاسرة الجليلة المحترمة ، إذن لكنا احسن حالا وأعز نفرا واقوى تلاحما وافضل بين يدي الخالق جلت قدرته ، إذ نمارس الصفاء ونقاء السرائر والحرص على بلدنا وعلى وحدة صفنا وتجنيب مسيرتنا كل عبث وكل شر. هذا موقف ليس كمثله في الصدق موقف ، موقف يجب ان نتعلم منه الدرس الاعظم في الوطنية والنزاهة وشرافة الوجود وشرف الكلمة الطيبة تفعل فعلها الطيب في كل النفوس. رحم الهع الفقيد العزيز ، ويقينا فلقد تأثر الاردنيون جميعا بوفاته في ظرف نزق، ولقد تأثروا اكثر انسانيا ووجدانيا وهم يستمعون عبر التلفاز الى ذلك الموقف الصادق النبيل المحترم من ذويه الاجلاء، فلهم العزاء اليوم وكل يوم ومنهم فلنتعلم جميعا معنى ان تكون انسانا صادقا مع النفس وبين يدي الخالق جل وعلا.

والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق