عمون - كما شاع ودأب الشعب الأردني الاحتفال بذكرى معركة الكرامة والأم في آن واحد من كل عام، تعود الذكرى اليوم في حضرة غزة ليكون الكرامة والأم مستوحاة من غزة الصمود والبطولة والتضحية.

إن الشعب الأردني كافة يتألم لما يحدث في غزة فهذا التعاضد والتلاحم المعهود لهذين الشعبين على مر التاريخ، فكما سطرت الكرامة على حدود فلسطين في الذود والتضحية والبطولة ضد هذا العدو الواحد لكل مسلم، فإن هذه الذكرى اليوم تعود لنا لتزيدنا رفضا لهذا الكيان المحتل ووقوفا في صف إخوتنا في غزة، نأخذ من أرض المعركة دروسا وعبر عن معاني الكرامة الحقة وعن معاني الأمومة، فالكرامة كرامة شعب غزة ورفضه ترك أرضه المقدسة المباركة والتضحية بالروح في سبيل ذلك، وكذلك الأمومة أمومة غزة وما قدمته نساء غزة شقائق الرجال من تضحيات أمام صنوف الموت والدم، فمهما تحدثنا عن عظم معاني بطولاتهم وكرامتهم التي هي كرامة أمة لن نوفيهم حقهم وسنبقى مقصرين في ذلك.

فمّا نتمسك به من هذه الذكرى أن الكيان الصهيوني الذي حاول اختراق الحدود الأردنية في هذه المعركة سيبقى يحاول في سبيل ذلك وسيبقى العدو للأردن قيادة وشعب. فعلينا أن نفهم ذلك ونحضر لذلك فهو العدو الثابت الدائم لنا. وما يمكن ربطه أيضا فكما أن قواتنا استطاعت دحر مخططاته التوسعية سابقا فهو الآن يتعرض للتصدي وتدمير المخططات من قبل فصائل المقاومة وذلك تأكيد على أن هذين الشعبين رضعوا العز والأنفة من ثدي الأرض المباركة وسيبقون على مدار التاريخ شعلة المقاومة والدفاع عن الأرض المقدسة وتدمير مكايد العدو.

فالكرامة والأمومة سطرت في معركة الكرامة وها هي تسطر في طوفان الأقصى بعد ستين عاما، فمن غور الأردن إلى غزة عسقلان، رباطا في رباط في رباط حتى يأتي المخاض بميلاد نصر هذه الأمة.