كانت الساحة العربية مليئة بالحزن على ما حدث في حرب النكسة التي أتت على الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان، كان الاحتقان قد بلغ ذروته، وكانت الأنفاس في الجيش العربي تغلي كالمرجل، ترنوا لرد الاعتبار، وتم تأجيج الروح المعنوية بانصهار المقاومة الشعبية كداعم في الأغوار مع الجيش الذي كان ينتظر ساعة الصفر، مما جعل الفرصة مواتية عند حدوث مناوشات في آذار من عام 1968، بحجة إيجاد أرض محروقة تريح المحتل.
فتحرك الجيش العربي ملبيا واجباً طالما تمنوه الأبطال، وصارت الساحة مليئة بروح معنوية تغلب أحدث الجيوش تسليحاً، وكان العدو يمنّي النفس بنزهة ولكن الأمور كانت على غير ما يريدونه، فكانت هزيمة نكراء كبّدت العدو خسارة معنوية فاقت الخسارة المادية أضعافاً مضاعفة، وكسرت مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، ولقّن الجيش العربي المصطفوي العدو درساً بقي في صفحات التاريخ، وسجل أبطال الجيش نصراً عزيزاً نتمنى أن يحققه قريباً بإذن الله تعالى.
و أجمل الصفحات التي طرّزها أبطالنا قصة ضابط الإشارة "خضر شكري يعقوب" الذي حين حاصره جنود العدو قال لضابط المدفعية:"واحد واحد الهدف موقعي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول... إرْم، إرم ، انتهى". فنال الشهادة وأرسل جنود العدو من حوله إلى حتفهم.
الكرامة ابتدأت منذ التأسيس وتوهجت في آذار ولكنها لا زالت تعيش ما دام هذا الجيش العربي مدافعاً عن وطنه وأمته.
كرامتنا هي كل ما نملك في هذا الوطن، ونحن مطمئنون أنها مصانة في وجود نشامى الجيش وعلى رأسهم جلالة الملك حفظه الله ورعاه.
ومما قاله جلالة الملك:
هناك دائما من لا يريد الخير لهذا الوطن، سواء من الخارج أو من الداخل، ومن الواجب أن نكون دائما، على أعلى درجات الوعي، والشعور بالمسؤولية، والاستعداد للتصدي لأي خطر أو محاولة، للعبث بأمن هذا الوطن أو استقراره.
حمى الله الأردن أرضا وشعبا وقيادة وحفظ الله كرامتنا وحماها.