العفو العام .. لشعب يستحق الكثير
م. عبدالله الفاعوري
20-03-2024 08:25 PM
إن حياتنا لا تخلو من جوانب الشر الناشب بالعلاقات بين الناس أو مع العامة المتمثلة بالعلاقة الاقتصادية والاجتماعية بينهم التي يتمخض عنها المفاسد لأن أنفس الإنسان أمارة بالسوء، وحالما تصفوا الخلافات والنزاعات والاعتداءات يصبح الإسراف في تطبيق القوانين على الحالة إسرافا ومبالغا فيه لسقوط أسباب وجوده، فمن هنا تأتي رياح العفو بين فترة وأخرى متوازية مع نهضات قومية بحوادث ووقاع لها أثر كبير في الدولة، يكرم بها الملك السواد الأعظم من الشعب الذين تنطبق عليهم شروط العفو.
إن العفو هذا العام تزامن مع اليوبيل الفضي لجلوس الملك على كرسيه، إن ذلك له وقع كبير لأن هذه المدة الزمنية شهدت تقدما كبيرا للدولة في سبيل تطورها ونهضتها بتنا نشاهد المرافق العامة تغطي أكبر الرقع الجغرافية كالمستشفيات والمدارس والمراكز الصحية كذلك الدوائر العامة التي تسهل مراجعة المواطنين، كذلك شهدت الأردن تقدما تكنولوجيا وتعليميا وصحيا في هذا اليوبيل الفضي لخمسةٍ وعشرين عاما للحكم، ولا نغفل أن هنالك شذرات من ضعف وتراجع في بعض القطاعات شهدته هذه الفترة التي تطلبت اللجوء إلى مركب الإصلاح وخط الطريق المناسبة أمامه كالأمور السياسية وموضوع الانتخابات الذي شهد تراجع كبير في نسبة الناخبين وذلك لعدم قناعة المواطن بكفاءة أدوات البيئة السياسية الحالي وقدرته على حسن التمثيل مما وجه الملك نحو بيئة مثلى تكسب ثقة العامة وتعيد نشاطها السياسي المرغوب من خلال بيئة الحكومات البرلمانية النابعة من أحزاب حرة قوية وها قد خطينا خطوات في هذا الصدد ونتلمس إن نشاهد نتائج إيجابية للأحزاب في قادم الزمان للقيام بدورها السياسي المنوط لها سواء أكانت في السلطة أو المعارضة.
إن ما يميز هذا العفو هو أنه يمثل انتعاشا وراحة تعود على الكثير من أفراد المجتمع فقد ينتج عنه إفراج رب أسرة لديه أبناء يعيلهم ويصاحبه تخفيف على الأحوال الاقتصادية للشعب من خلال إزالة بعض الغرامات والمخالفات.
فبارك الله بهذا العفو وأعان الله الملك على خير البلاد والعباد ونسأل الله أن يفك كربة إخوتنا في غزة فوالله ما يصيبهم يؤلمنا وتدمع له مقلنا ويضيق له صدرنا، فمن أردن الرباط السلام عليك يا غزة في كل وقت وحين.