الاستغلال البشع لأطباء الاختصاص للمرضى في المستشفيات والعيادات الخاصة
السفير الدكتور موفق العجلوني
20-03-2024 10:33 AM
ما دعاني للكتابة حول الاستغلال البشع من قبل نفر من أطباء الاختصاص في المستشفيات الخاصة و العيادات الخاصة، هو حديث نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي لبرنامج صوت المملكة، يوم اول امس الاثنين، عن عقوبات قد تواجه الأطباء في حال تجاوز كشفيتهم الأجر المحدد لها، مشيرا إلى أن سعر الكشفيات حُددت حسب مرتبة الطبيب الطبية ، وإن "سلم الكشفيات في عيادات الأطباء في القطاع الخاص محددة من قبل نقابة الأطباء ، إلا أن بعض الأطباء يرفضون مبدأ أن تحدد أجورهم باعتبار أنه لا يوجد مهن أخرى ولا يوجد تحديد لهذه المهن .
الا ن نقابة الأطباء قررت وبموافقة الدولة أن تحدد الكشفيات على حسب مرتبة الطبيب من طبيب عام إلى اختصاصي إلى استشاري. والتجاوز في الكشفية هذا تحرمه نقابة الأطباء وممكن أن تحاسب عليه الطبيب وهو إرجاع ما هو زيادة للمريض وثانيا معاقبة الطبيب إذا تكرر العمل بعرضه على مجلس تأديبي في النقابة.
لا بد بداية من توجيه الشكر الى عطوفة نقيب الأطباء الدكتور الزعبي والى برنامج صوت المملكة للإعلامي المبدع عامر الرجوب الذين تناولوا هذه القضية، بحيث تقوم النقابة ووزارة الصحة و مكاشفة الفساد وضريبة الدخل، علاوة على إدارة المستشفيات متابعة هذه القضية والتي يقوم نفر من أطباء الاختصاص بالدرجة الاولي في المستشفيات الخاصة والعيادات الخاصة بتقاضي أجور كشفيات و زيارات بمبالغ مبالغ فيها خارجة عن حدود المنطق و الضمير الحي، وخارجة عن الالتزام باليمين الذي اقسمه الطبيب عد مزاولة مهنة الطب.
لا بد ان اشير هنا من خلال تجربة شخصية مؤخراً مع احد المرضى والذي تربطني بها علاقة الجوار ، و الرسول صلى الله عليه و سلم وصى بالجار حتى كاد ان يورثه . َ والذي امضى ما يزي عن ١٠ أيام في احد المستشفيات الخاصة حيث انتقل الى رحمة الله في المستشفى ، فقد بلغت أجور كشفيات الأطباء ما يزيد عن أربعة الاف دينار فقط ناهيك عن أجور المستشفى والتي تجاوزت الالاف أيضاً، فقد لاحظت ان هنالك نفر من اطباء الاختصاص في المستشفيات الخاصة ، يستغلون المرضى بطريقة بشعة مالياً و احياناِ هنالك فريق من الأطباء يتبادلون المنفعة من خلال ضرورة حاجة المريض لعدد من الاستشارات فيقوم الطبيب المشرف باستدعاء زملاؤه الاخرين بهدف تبادل المنفعة علماً بأن ٫ المريض ربما لا يحتاج هذا العدد من الاستشارات الطبية .
بالأمس طالبت تشكيل تحالف طبي من اجل حماية الطبيب ( مقالي المنشور في عمون الغراء بتاريخ ١٥/١٢/٢٠١٦ و مقالي تاريخ ١٨/٥/٢٠١٩ ) . و لكن اليوم أطالب بتحالف لحماية المريض من جشع نفر من أطباء الاختصاص في المستشفيات الخاصة و العيادات الخاصة .
و لا اريد ان اتطرق هنا ، عندما اساءت بعض المستشفيات وأطباء الاختصاص قبل سنوات الى سمعة الأردن الطبية عندما تم استغلال بعض المرضى من الدول الشقيقة . علماً باننا هنا في الأردن نعتز بالمستوى العالي والراقي للطب والذي ينافس أرقى المستشفيات والأطباء في الدول المتقدمة.
من هنا اعود وأطالب تدخل نقابة الأطباء ووزارة الصحة ومكافحة الفساد وضريبة الدخل، علاوة على إدارات المستشفيات الخاصة لوضع حد لجشع هؤلاء النفر من الأطباء ومحاسبتهم ووضع حد لاستغلال المرضى، هذا الاستغلال البشع والذي يسيء الى مهنة الطب في الأردن والى سمعة المستشفيات الخاصة سمعة الأطباء و سمعة الأردن في الخارج بشكل عام.
حان الوقت ان يتم وضع حد لهذا الاستغلال البعيد عن ديننا وعاداتنا و تقاليدنا و اخلاقنا، و ان يتقي هذا النفر من أطباء الاختصاص الله في ممارستهم مهنة الطب، لان المريض يكون في وضع يصعب عليه الدخول في متاهات الفواتير الطبية للمستشفيات والأطباء، الامر الذي يؤدي بالمريض الى مضاعفات صحية بدلاً من شفائه و يجلس حائرا كيف يغطي أجور هؤلاء الأطباء .
واستغل هذه المناسبة لأبعث هنا تحية تقدير واحترام الى المستشفيات الحكومية (وزارة الصحة) والخدمات الطبية الملكية في كل انحاء المملكة وكافة الأطباء والممرضين في هذه المستشفيات والذين لا يألون جهداً في معالجة المرَضى بكل امانة ومهنية وإخلاص مقتنعين برواتبهم المحدودة. بنفس الوقت هنالك نفر آخر من أطباء الاختصاص في المستشفيات الخاصة والعيادات الخاصة ترفع لهم كل التحايا والتقدير في اخذ اجور معقولة جداً، واحياناً إذا كان وضع المريض المالي متواضع فهم يرفضون تقاضي اجورهم ويهتمون بمرضاهم كأنهم اباؤهم او امهاتهم او ابناؤهم أبو بناتهم، وهم قمة في الانسانية والتواضع والمهنية الطبية العالية ويتركون سمعة طيبة عن الطب والأطباء في داخل الأردن وخارجه.