هذر الكلام هو الوقود اليومي، حتى بلغ الامر ان لا أحد يصغي لأي كلام لا عن إنجاز ولا عن تخطيط جديد، ولا حتى يصغي لحديث عن فساد وتخبط.. كل الكلام من كل العيارات يجري قوله، في الصحافة وفي الشوارع وفي وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الصالونات السياسية، وكل الكلام الذي لا وزن ولا قيمة له أيضا يقال في نفس الوقت.. لماذا اختفت الآذان التي تسمع والعقول التي تفكر وتلتقط الرسائل المهمة وتتعامل معها؟..
ماذا لو تحدثنا عن الاتفاقيات الدولية واخص منها المتعلقة بالتعامل مع الكيان الصهيوني المجرم؟.. اين وصلت تلك العقول والإرادات الوطنية التي قالت لنا قبل 5 أشهر بأنها تراجعها؟.. وألف ماذا عن المشاريع والاتفاقيات المتعلقة بنشاطات كثيرة تقوم بها عدة وزارات، وتتقصى تشغيل العاطلين عن العمل، وتحسين الظروف التنموية التي قدمت بشأنها الحكومة تنازلات وتسهيلات كثيرة..
وما الذي يجري فعلا بخصوص التعيينات في القطاع العام، وبشان «إعلاناتها» التي لا تتوقف، ويتم توزيعها على جهات وليس على الصحف المعروفة؟ وكم عدد الذين يجري تعيينهم يوميا وماذا بخصوص الشفافية والعدالة والمعايير والكفاءة؟.
ماذا نفهم من إحجام الناس عن شراء السلع، وتراجع القدرة الشرائية في شهر رمضان بنسب غير مسبوقة؟.. هل القصة تكمن في ضعف القدرة المالية عند الناس، ام هي كما يقال «تقشف مبعثه التعاطف مع أهل غزة المنكوبة»؟!.. وما الذي يحدث في التعليم بمستوياته كلها، فكل يوم قرارات جديدة وتشريعات جديدة واخرى يجري تعديلها وثالثة يتم وقف العمل بها.. ؟؟..
هناك منظومات من الاسئلة بلا إجابات مقنعة، وتتعمق الحيرة والإيمان بقدرة الله سبحانه حين يبلغ المتسائل لدرجة الحيرة، فلا يجد سوى القول ربنا سبحانه هو حاميها.
هل هذه حالة مكررة .. فبعض المسؤولين يتجاوز كل منطق وقانون وتشعر بأنه يمارس ما يعتبره حقه في التنفيع على طريقة «هواة مقفي»؟!.
الدستور