سيدي سمو الأمير: يا ميت أهلا وسهلا
طلال الخطاطبة
29-03-2011 03:23 AM
لا أظن أنني كنت الوحيد الذي كان ينتظر مقابلة سمو الأمير الحسن بن طلال على قناة الرؤية, فهناك الكثيرون المتعطشون لسماع سموه على قناة أردنية. و لم يخف سموه سروره من الظهور على هذه القناة باعتباره المرة الأولى التي يظهر فيها على قناة أردنية, وهذا حمل بين طياته عتبا على التلفزيون الأردني وربما المحطات الأردنية الأخرى, وذلك لخدمة البلد وليس لسبب شخصي لأن لسموه من الشهرة العالمية ما تغنيه. وقد سجل سموه عتبه ايضا بقوله أنه لا يُستشار محليا ولسان حاله يقول {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}(هود : 88 ) وأعتقد أن الرزق الحسن الذي وهبه الله لسموه هو العلم والفكر. نرى سموه ونشاهده بكل المحافل الدولية ويُطلب رأيه بكل القضايا الإنسانية ومن حق الوطن والمواطن أن يسمع لسموه.
لقد كانت مقابلة رائعة وضعت النقاط على الحروف وأروت العطشى لفكر سموه هذه الأيام التي أصبح الأردني حيرانا لا يدري أن يوجه وجهه هل يوجهها إلى دورا الداخلية,أم إلى مجمع النقابات , أم يدير وجهه نحو جامع الكالوتي أو ساحة مسجد الجامعة الأردنية. أو لعله يفكر بركوب الباص ليذهب إلى محافظة ما للاعتصام هناك. و إذا ابدى امتعاضه من كل ما يجري وقرر أن يتوجه إلى مسيرات الولاء والانتماء فلبرما وجد نفسه من حيث لا يشعر متهما للفرق الأخرى بعدم الولاء والانتماء. أما إذا قرر عدم الذهاب والجلوس بالبيت متابعا للتلفزيون يطلع عليه مندوب العربية أو الجزيرة ولسان حاله يقول له ( شو قاعد بتساوي هون) و إذا قرر أن يدير مؤشر التلفزيون على محطة التلفزيون الأردني يجد نفسه في برامج لا علاقة لها بما يجري خارج التلفزيون. فأين يذهب المواطن الأردني الحيران, فالكل من حوله يقول أنه يحب الأردن ولكن طبعا كل على طريقته. لهذا كلنا جلسنا أمام شاشات التلفاز متابعين لكل نفس يصدر عن سموه.
لقد قال سموه في تلك المقابلة كل شيء وأجاب عن كل سؤال بصدق و مسئولية ومهنية عالية. وأكد على الثوابت , ولمّ الصف ووحدة الكلمة لمن أراد أن يلقي السمع وهو شهيد. ولقد وجهنا كذلك إلى الطريق الصحيح. كذلك كان في كلام سموه إدانة لكل مظاهر العنف أياً كان مصدره, و أبدى امتعاضه من ما حصل على دوار الداخلية. كذلك رد على استفسارات الجمهور على الفيس بوك واتفق مع معظمها. ولست هنا بموقف تلخيص ما جاء في ألمقابلة ولكن يمكن أن أشير إلى أن سموه متفق مع ما يدور في ذهن الناس حول الموضوع وركز على نقطتين جوهريتين وهما أن جلالة الملك راغب ومصر على الإصلاحات , وكذلك لا بد من الحوار فلا يجوز االمطالبة بأشياء لتُنفذ فورا لأنه هذا الإصرار على هذا الأسلوب سيؤدي إلى طريق مسدود وهنا أبدى امتعاضه مما حدث على دوار الداخلية لأنه ما كان يجب أن يحدث. باختصار شديد تبين للجميع أن سموه متابع بشكل دقيق لما يجري على كل المستويات ولكل المتناقضات بالطروحات. ولا يمكن أن نعرج على كل ما قاله سموه لأننا سنفقده جماله ولهذا يجب متابعة المقابلة فهي على الانترنت وأحث الجميع على مشاهدتها. فكلنا بحاجة لفكر سموه النير.
و بصراحة لا أعتقد بأن هذه الساعة كانت كافية لأن يقول سموه كل ما في فكره حول الموضوع ونحن بحاجة إلى المزيد من اللقاءات مع سموه, فالوطن بحاجة إليه ذراعا قويا وسندا رديفا لجلالة الملك لبناء أردننا العزيز.
طبعا لا تخلو مقابلة لسموه من دعابة هنا أو قصة طريفة ذات معنى هناك, فضحك سموه عندما اقترح عليه أحد المشاركين على الفيس بوك أن يتولى منصب رئيس الوزراء فقاله ( الله يسمع منك) ثم ذكر لنا قصة البدوي الذي قال للمندوب الانجليزي ( نوكل الشومر وما ودنا معونتك).
هذه ليست مقالة تحليلية للقاء, ولكنها ترحيبية بسموكم
أطال الله في عمر سموكم ونتمنى أن نراكم مرات ومرات على شاشاتنا الأردنية.
ويا ميت أهلا وسهلا بكم
alkhatatbeh@hotmail.com