كان موعد الجاهة في تمام الساعة الرابعة.. استعد اهل العروس وعلى رأسهم شيخ جليل لاستقبال جاهة اهل العريس التي يرأسها مسؤول كبير, بعد ان تم استقبالهم دخل الضيوف الى الصيوان واخذوا مواقعهم.. بعد ذلك نادى احدهم على الشيخ الجليل ليجلس مقابل المسؤول الكبير استعدادا لبدء مراسم " الخطبة ".. تقدم شقيق العروس وقدم فنجان القهوة للمسؤول فوضعه على الطاولة ثم نهض بالوقوف قائلا :
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.. يشرفني في هذا الجمع الطيب ان اتحدث اليكم باسم هذه الجاهة الكريمة بعد ان كرموني وطوقوا عنقي بشرف الحديث باسمهم ولست انا على أي حال بافضلهم.. بداية وبالاصالة عن نفسي وبالنيابة عن اهل العريس واقربائهم وانسبائهم واصدقائهم نقدم لكم جزيل الشكر والعرفان على حسن استقبالكم لنا.. وهذا ليس بغريب عنكم فانتم اهل النخوة والشهامة.. لقد جئنا اليوم لبيوتكم العامرة بطيب اهلها لنمد بيننا وبينكم جسور المحبة والمودة ولنضع اللبنة الاولى لتأسيس اسرة تسهم في بناء الوطن ونهضته... من هذا المنطلق وفي هذا اليوم المبارك.. يشرفنا ان نطلب يد ابنتكم لابننا متمنين ان ينال طلبنا قبولكم.
ثم بعد ذلك ينهض الشيخ الجليل ليرد على طلب الجاهة قائلا :
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله..عباد الله : الجهاد الجهاد.. عليكم يا اخواني بأعداء الامة.. فهم من يزرعون الفتن.. وهم من دمروا شبابنا.. واصلاح الامة لا يكون الا بدحر الاعداء.. عباد الله.. لقد اصبح مجتمعنا غربي الثقافة.. مادي النزعة.. والسبب هو البعد عن الدين.. ادعوكم اخواني الى تطبيق احكام الشريعة الاسلامية لانها الخلاص الوحيد من تبعية الغرب..
وبعد ان يدعو الشيخ مختتما : امين.. يجيب طلب الجاهة بالقبول.
في طلب يد (عروس).. المسؤول بحكي بالشرق والشيخ طاح بالغرب.. فأي حوار عن الاصلاح من الممكن ان يجمعهم!!.
(العرب اليوم)