«الإخوان» .. البادئ أظلم!
صالح القلاب
29-03-2011 02:38 AM
الكلام الذي نُقل عن أحد قادة الإخوان المسلمين ردَّاً على ما كان قاله رئيس الوزراء حول تلقي هذه «الجماعة» تعليمات من مرجعياتها في دمشق والقاهرة لا يمكن تصديقه فالمفترض أن رجلاً يقدم نفسه للناس على انه المثل المُحتذى في الأخلاق ونظافة اللسان لا يجوز أن يستخدم مفردات لا يحار من هو في موقعه ومكانته أن يجد بديلاً لائقاً لها إن في كتاب الله الكريم وإن في قواميس لغتنا العربية التي هي الأغنى والأكثر ثراء من كل لغات الأمم.
في كل الأحوال.. إنه لابد من القول لـ»الإخوان المسلمين» أنهم هم الذين أوصلوا الأمور إلى هذه الحدود التي وصلت إليها وأنهم هم الذين اختاروا هذا الطريق الوعر عندما أداروا ظهورهم للحوار عندما افتعلوا إشكال دوار الداخلية كتلويح بـ»العصيان المدني» الذي هددوا به أكثر من مرة وهذا هو ما كشف أوراقهم المخبأة للشعب الأردني كله وهو الذي سيضعهم في دائرة العزلة والقطيعة.
لم يحضَ أي حزب سياسي على مدى أكثر من نصف قرن ما حضي به الإخوان المسلمون فهم بقوا الطفل المدلل لهذه الدولة التي يحفرون الآن تحت أساساتها بينما في معظم دول المنطقة بقي «إخوانهم» يتعرضون للبطش والملاحقات وأيضاً للمذابح الجماعية.
لسنوات طويلة و«الإخوان» يرتعون بخيرات هذا البلد كما يشاؤون ولسنوات طويلة وهم يستبيحون وزارة التربية والتعليم ويتصرفون بكل المنح الدراسية الخارجية والداخلية لمصلحة حزبهم ومحازيبهم وهذا ينطبق على القطاع التعليمي كله ثم وهم وحدهم الذين سمح لهم بأن يكون لهم حزبان حزب «الجماعة» وحزب الجبهة وهم وحدهم الذين أعفيت مؤسساتهم الاقتصادية والتجارية التي كلها ربحية من الضرائب بحجة أنها مؤسسات خيرية وهم وحدهم الذين تُرِكوا ليسيطروا على أهم النقابات المهنية التي تحولت كما يقول كثيرون من أعضائها إلى إقطاعيات «إخوانية».. وهنا فإن هناك اعتقاداً ,ما دام أنهم اختاروا المواجهة, بأن إعادة نظر ستتم بكل هذه الأمور.
عندما يتصرف «الإخوان المسلمون» بهذه الطريقة التي اتخذت طابع المواجهة والتحدي والتصعيد والقطيعة وعندما يستهدفون الدولة كدولة فإن عليهم أن يدركوا «أن البادئ أظلم» وأن الشعب الأردني كله مضطر لعزلهم ومضطر أن يدافع عن كيانه بالطرق السلمية الحضارية بالطبع فما مضى لن يعود إلاّ إن عدتم أنتم وتراجعتم وراجعتم مواقفكم وسياساتكم وأخذتم العبر من إخوانكم في مصر الذين يبدو أنهم فهموا هذا الـ»تسونامي» السياسي الذي يجتاح المنطقة بطريقة تختلف عن فهمكـم له.
لقد حان الوقت ليعرف «الإخوان المسلمون» حجمهم الحقيقي فالتحدث باسم الشعب الأردني لن يكون مقبولاً من الآن فصاعداً والسكوت على الزلاّت والتجاوزات قد انتهى وكل هذا وفقاً لنصوص الدستور والقوانين النافذة ثم وما دام أنهم اختاروا إدارة ظهورهم للحوار فإن المفترض أن أبواب الحوار معهم ستغلق والمثل الذي يعرفونه معرفة أكيدة يقول :»يداك أوكتا وفوك نفخ».
(الرأي)