* هل هو شرطٌ للايمان أم تنطعٌ لا مبرر له؟ وما هو مآل الانسان بدون الشك؟
بالرغم من الايات والمعجزات التي جُهِّزَ وزود بها النبي عيسى بن مريم لإقناع بني اسرائيل بأنه نبي رسول وأنهُ المسيحُ المنتظر، الا انهم لم يصدقوه ولم يتبعوه.
ولم يقتصر الرفض والتكذيب والتشكيك على بسطاء بني اسرائيل وكهنتهم، بل إن الحواريين انفسهم لم يصدقوه ولم يتبعوه الا بعد أن اوحى الله اليهم أن يؤمنوا به. "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ۖ وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ۖ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (110) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)"
وحتى بعد أن امنوا به بعد الوحي الذي اوحاه الله اليهم مباشرة فقد ظلوا متشككين وطلبوا من عيسى ان يطلب من ربه أن ينزل عليهم مائدة من السماء يأكلون منها وتطمئن قلوبهم. "قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)"، ومن المستهجن في الموضوع أن طلب الحواريين كان مستفزا ومتشككا لابعد الحدود فقد اورد القرآن صيغة الطلب على النحو التالي: "107 ] (إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين).
وهذا ما حدث مع النبي ابراهيم اذ طلب من ربه ان يريه كيف يحيي الموتى. فسأله ربه: او لم تؤمن ؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي".
"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
[ سورة البقرة: 260]"