عمون - العلاج الجدلي (DBT) هو نوع معدل من العلاج السلوكي المعرفي (CBT). وتتمثل أهدافه الرئيسية في تعليم الأفراد -الذين هم في حاجة- كيفية عيش اللحظة، وتطوير طرق صحية للتعامل مع التوتر، وتنظيم عواطفهم، وتحسين علاقاتهم مع الآخرين.

إنه برنامج منظم للعلاج النفسي يحتوي على عنصر تعليمي قوي مصمم لتوفير المهارات اللازمة لإدارة المشاعر الشديدة والتفاوض بشأن العلاقات الاجتماعية. تم تطويره في الأصل للحدِ من دوافع التدمير الذاتي للمرضى الانتحاريين المزمنين، وهو أيضاً العلاج المفضل لاضطراب الشخصية الحدية، وعدم تنظيم العاطفة، ومجموعة متزايدة من الحالات النفسية. ويتكون من جلسات تعليمية جماعية وعلاجية فردية، يتم إجراؤها أسبوعياً لمدة تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة.

استخدامات العلاج الجدلي
تمَ تطوير (DBT) في أواخر الثمانينيات من قبل الدكتورة مارشا لينهان وزملائها عندما اكتشفوا أن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وحده لم يعمل على النحو المتوقع مع المرضى الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية. وأضافت الدكتورة لينهان وفريقها تقنيات، وطوروا علاجاً لتلبية الاحتياجات الفريدة لهؤلاء الأفراد.
و على الرغم من أنه تم تطويره مع جعل اضطراب الشخصية الحدية في الاعتبار؛ فإنه قد يكون علاجاً فعالاً لـ:

اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
اضطراب ذي اتجاهين.
اضطراب الشخصية الحدية (BPD).
اضطرابات الأكل (مثل فقدان الشهية العصبي، واضطراب الشراهة عند تناول الطعام، والشره المرضي العصبي).
اضطراب القلق العام (GAD).
اضطراب الاكتئاب الشديد (بما في ذلك الاكتئاب الشديد المقاوم للعلاج والاكتئاب المزمن).
إيذاء النفس غير الانتحاري.
اضطراب الوسواس القهري.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
مراحل العلاج الجدلي
ينقسم العلاج السلوكي الجدلي إلى أربع مراحل:

المرحلة الأولى: خلال بداية العلاج، يتم التعامل مع السلوكيات الأكثر خطورة وتدميراً للذات. قد يشمل ذلك مشكلات مثل إيذاء النفس أو السلوكيات الانتحارية.
المرحلة الثانية: ينتقل العلاج إلى معالجة المشكلات التي تؤثر في نوعية حياة الشخص، مثل فعاليته في التعامل مع الآخرين، ومهارات التنظيم العاطفي، والقدرة على تحمل الضيق.
المرحلة الثالثة: هي التركيز على القضايا المتعلقة باحترام الذات والعلاقات بين الأشخاص.
المرحلة الرابعة: في هذه المرحلة، يركز العلاج على مساعدة الأشخاص على تحقيق أقصى استفادة من حياتهم، بما في ذلك إيجاد طرق لتجربة المزيد من السعادة، وتعزيز علاقاتهم، وتحقيق أهداف حياتهم.

فوائد العلاج الجدلي

فوائد العلاج الجدلي في حل مشكلات على قدر من الأهمية
في العلاج السلوكي المعرفي، الذي يُعتبر العلاج الجدلي (DBT) واحداً منه، يعمل المريض والمعالج على حل التناقض الواضح بين قبول الذات والتغيير لإحداث تغييرات إيجابية لدى الفرد في العلاج. يتضمن جزءاً من هذه العملية تقديم التحقق من الصحة؛ ما يساعد الأشخاص على أن يصبحوا أكثر عرضة للتعاون وأقل عرضة للشعور بالضيق من فكرة التغيير.
من الناحية العملية، يتحقق المعالج من أن تصرفات الفرد "منطقية" في سياق تجاربه الشخصية دون الموافقة بالضرورة على أن التصرفات هي أفضل نهج لحل المشكلة.
كل بيئة علاجية لها هيكلها وأهدافها الخاصة، ولكن يمكن العثور على خصائص العلاج السلوكي المعرفي في التدريب على المهارات الجماعية، والعلاج النفسي الفردي، والتدريب عبر الهاتف. إليك النقاط الست الرئيسية في العلاج السلوكي المعرفي:

القبول والتغيير: ستتعلمين إستراتيجيات القبول والتسامح مع ظروف حياتك وعواطفك ونفسك. ستقومين أيضاً بتطوير المهارات التي يمكن أن تساعدك على إجراء تغييرات إيجابية في سلوكياتك وتفاعلاتك مع الآخرين.
السلوكيات: ستتعلمين تحليل المشكلات أو أنماط السلوك المدمرة وتغييرها بأنماط أكثر صحة وفعالية.
المعرفية: ستركزين على تغيير الأفكار والمعتقدات غير الفعالة أو المفيدة.
التعاون: ستتعلمين التواصل بفعالية والعمل معاً بوصفكم فريقاً (معالج، معالج جماعي، طبيب نفسي).
مجموعات المهارات: ستتعلمين مهارات جديدة لتعزيز قدراتك.
الدعم: سيتم تشجيعك على التعرف إلى نقاط قوتك وسماتك الإيجابية وتطويرها واستخدامها.
فعالية العلاج الجدلي (DBT)
بالنسبة إلى اضطراب الشخصية الحدية: وجدت الدراسات أن العلاج السلوكي المعرفي فعال في علاج اضطراب الشخصية الحدية (BPD) وتقليل خطر الانتحار لدى الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدية.
بالنسبة إلى سلوك الانتحار: وجدت دراسة أخرى أن التدخلات التي تتضمن التدريب على المهارات بوصفها عنصراً علاجياً تبدو أكثر فعالية في الحد من الانتحار من العلاج السلوكي المعرفي دون التدريب على المهارات.
بالنسبة إلى الحالات الأخرى: ركزت معظم أبحاث العلاج السلوكي المعرفي على فعاليته للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية والذين لديهم أفكار بالانتحار وإيذاء النفس.
أمور تجب مراعاتها في أثناء العلاج السلوكي الجدلي
يتطلب العلاج الجدلي (DBT) التزاماً كبيراً بالوقت. بالإضافة إلى جلسات العلاج المنتظمة، يُطلب من الأشخاص أيضاً أداء "واجبات منزلية " للعمل على مهارات خارج جلسات الاستشارة الفردية والجماعية والهاتفية. قد يشكل هذا تحدياً للأشخاص الذين يجدون صعوبة في متابعة هذه المهام بشكل منتظم.
قد تكون ممارسة بعض المهارات أيضاً أمراً صعباً بالنسبة إلى بعض الأشخاص. في مراحل مختلفة من العلاج، يستكشف الأشخاص التجارب المؤلمة والألم العاطفي، وهو ما قد يكون مزعجاً، ويجب تحمله.

"سيدتي"