عقدة «الإخوان» ومنشار «الإصلاح»!
رجا طلب
29-03-2011 12:57 AM
لا اعرف بالضبط ما هي الاجندة التي يريد تحقيقها الاسلاميون في الاردن؟ ولماذا هذا التصعيد المبرمج في المطالب السياسية التي تكاد تصل حد الاملاء على الدولة والنظام، فهل تغير الاخوان المسلمون وتحولوا الى لون جديد آخر غير ذلك الحزب الذي عاش في كنف الحرية والبحبوحة المالية و والتحرك بلا شروط طوال اكثر من ستة عقود متواصلة استطاع بفضلها من تكوين اكبر حزب سياسي في الاردن.
من الصعب قراءة السلوك السياسي للاخوان المسلمين على انه تصرف عارض او انه رد فعل عابر وما الشروط المسبقة لكل محاولات التفاهم معهم من قبل الدولة والنظام الا تأكيد على نهج جديد للجماعة ولحزب جبهة العمل الاسلامي، نهج يتمثل برفض الحوار او الاحتكام له، والاستقواء بالشارع وهو امر يكشف بما لا يدع مجالا للشك ان الهدف النهائي للجماعة وللحزب هو التصادم مع الدولة الاردنية وفك الارتباط بالمصالح الوطنية العليا التى كانت الجماعة تعتبرها خطا احمر طوال العقود الماضية.
لقد اشترطت الجماعة والحزب على الحكومة السابقة الحصول على 25 مقعدا نيابيا سلفا والا فانها ستقاطع الانتخابات، وعندما ُرفض طلبها، تمت المقاطعة وكان المبرر رفض قانون الانتخاب وبعد الانتخابات خرج شعار حل البرلمان بحجة ان الانتخابات كانت مزورة، والسؤال هل لو قبلت الحكومة السابقة بطلب الجماعة بالحصول على 25 مقعدا لكانت الانتخابات حرة ونزيهة؟ بتقديرى ان طلب المقاعد بهذه الصورة وبطريقة استعلائية لم يكن المقصود منه الا الحصول على رفض الحكومة وذلك تخطيطا منهم للدخول في مواجهة معها في مرحلة ما بعد الانتخابات، وراينا كيف ان الجماعة والحزب ركبا موجة الاحتجاجات الشعبية المطلبية غير المسيسة من اجل المطالبة باسقاط الحكومة، وعندما رحلت الحكومة السابقة انتاب الاخوان والجماعة شعوران متناقضان، الاول وهمي وهو « النشوة « باسقاط الحكومة في الشارع كما قالوا والثاني حقيقي وهو مأزق كيفية التعامل مع حكومة جديدة برنامجها من الالف الى الياء اصلاحي يريد انتاج واقع سياسي جديد في البلد، فكان القرار بالاستمرار في التصعيد والنهج « الرفضاوي ذاته « واغلاق باب المشاركة في وجه الدولة ولا اقول الحكومة، فرفض الاخوان المشاركة بالحكومة واشترطوا حل مجلس النواب والمجئ بحكومة منتخبة برلمانية، لقد اشترطوا هذه الشروط وهم يعلمون انها تعجيزية ومرفوضة وانها تمثل وضع العربة امام الحصان او وضع العقدة في المنشار.
وعندما توافقت الحالة الوطنية من حيث المبدأ على لجنة حوار وطني تدرس اجندة الاصلاحات السياسية المطلوبة واختيرت خمس شخصيات من الحركة والحزب وهو اعلى رقم للون سياسي داخل هذه اللجنة سارعوا وبعد اقل من ساعة على اعلان رفضهم المشاركة واعادوا انتاج شروطهم السابقة في حالة استقواء ليس على الدولة فحسب بل على الحالة الوطنية الاردنية برمتها في استحضار واضح لتجربتين مازالتا حاضرتين في الذاكرة وهي ظاهرة حزب الله في لبنان هذا الحليف الخفى للحزب والجماعة عبر طريق دمشق – طهران – خالد مشعل وقصة الثلث المعطل في حكومة السنيورة واضراب الاراجيل في وسط بيروت الذي دام عدة شهور واغلاق البرلمان اللبناني لمنع انتخاب الرئيس ودام اكثر من عام، وظاهرة جمعية الوفاق في البحرين ورفضها لكل محاولات الحوار مع الدولة وتجربة دوار اللؤلؤة والتصعيد في الشارع.
لم يعد سرا ان خالد مشعل الذي التقاه اثنان من قياديي الجماعة في دمشق قبل يومين من فكرة الاعتصام في دوار االداخلية هو مهندس التصعيد وشكله وشعاراته ايضا، فالذي يريد الاصلاح لا يقفز من سفينة الحوار الوطني ليجلس في الشارع رافعا شعارات لا علاقة لها بالاصلاح بل هي اقرب ما تكون الى الانقلاب على الدستور والدولة والا ماذا يعني رفع علم الاردن مكتوبا عليه شعار : الله - الوطن – الشعب؟؟
على الاخوان المسلمين ان لا يستثمروا في المناخ العابر القادم من التغييرات الحاصلة في المنطقة والاستقواء به لتنفيذ اجندة لا علاقة لها بالاردن الوطن والدولة، بل ان على العقلاء منهم ان يوقفوا حالة فك ارتباط الحركة والجبهة بالدولة الأردنية ومصالحها العليا!!
rajatalab@hotmail.com
الراي.