لعل رمضان كالتيه .. علينا
م. عبدالله الفاعوري
18-03-2024 12:47 PM
عظيم شهر رمضان بطقوسه ورحمانياته وفيوضات الخير فيه وبركات الزمان والمكان، تجد فيه بركة بالوقت بركة بالأنفس ورغبة منها لعمل الصالحات والامتناع عن المحرمات، بعد انغماس في الشهوات والدنيويات التي تعقب الإذلال للفرد على مدار العام.
إن هذا التغير الإيجابي الكبير الذي يحدثه هذا الشهر المبارك في أفراد هذه الأمة فينتقلون من شهوات الدنيا إلى روحانيات الطاعة بكل عزة ورفعة ومهابة في كل عام وجب منا تشبيهه بالتيه، تيه بني إسرائيل تلك المدة الزمنية المعروفة بالتاريخ بمقدار أربعين سنة التي غيرتهم من الذل والصغار ورفض دخول البيت المقدس مع نبينا موسى إلى جيل جديد متسلح بالعزة والقوة ورباطة الجأش وأكمل المسيرة إلى بيت المقدس مع يوشع بن نون وقاتل الجبارين وانتصر عليهم. وكذلك رمضان على الرغم من قصر مدته فالثلاثون يوما ليس كالأربعين عام بالمدة ولكن أمة نبينا محمد أمة صاحبة عزم وقوة وخير مجبولة عليه إلى قيام الساعة، إذ يغير رمضان فيها كل عام تغيرات إيجابية كثيرة لأنها تحمل بذرة الخير، إذ تصدح أصوات العبادات بشتى الوسائل ما بين صيام وقيام وتلاوات تمتلئ المساجد.
إن رمضان هذا العام يأتي وقد تعرض إخواننا في غزة لحرب إبادة تستهدف تهجيرهم فجعلتهم جوعى وعطشى وثكلى يقاسون صنوف الموت، أمام تفاوت المواقف الداعمة لهم من دول وشعوب الجوار واختلاف درجاتها، فقدموا دماءهم شهداء لحرية المقدسات ودفاعا عن الأرض المقدسة في خضم رفضنا نحن دخول الأرض المقدسة والقتال فيها خشية الجبارين، فكما كان التيه الزماني والمكاني لبني إسرائيل طوق نجاة من الذل إلى العز والقوة والنصر، نسألك يا الله أن تجعل رمضان شهر عزة وقوة للمسلمين تستنهض الهمم إلى القمم وتشحذ طاقاتهم نحو قتال الجبارين من أجل حرية الأرض المقدسة وطهرها ومقدساتها من دنس اليهود.