نعم.. نحن نضرب بالمندل في مضمار السياسة ، لذلك نعلم يقينا أن الصاروخ الفلاني لن ينزل في الاردن بل سيتوجه نحو الكيان مباشرة ، لا لا لن تسقط الصواريخ على أرضنا ، و تدمر و تقتل ، و نحن نسير على نهجٍ خاطئ إن انزلنا أيّا منها ما إن يخترق سيادتنا ، فنحن اصلا يجب أن نطيع الغير ، حتى لو كانوا ميلشيات بلا هوية.
هذا ما يقوله المقامرون في السياسة ، الذين يعيشون مراهقة سياسية بعيدة كل البعد عن الاعراف و القوانين و السياسة الدولية ، يريدون أن يقحموا الاردن في آتون النار بكل ما اوتوا من قوة ، و كأن التفكير العقلاني و المنطقي انعدم من العقول في أرضنا.
يحاول الحوثيون التأثير على الكيان و ردعه عن التوغّل في غزة ، هذا شأن يمني ، لكن ما دامت الصواريخ الحوثية تنطلق بانحراف كبير قد يصل لعشرات الكيلومترات ، هذا يحتّم على الاردن حماية اراضيه حتى من تهديدات غير مباشرة و لو كانت " بالخطأ"...
المصيبة في أن البعض يظنّ أن الاردن منزوع السيادة عليه أن يعيش "باب الحارة" على أرض الواقع ، بينما الواقع أبعد ما يكون عن ذلك ، من العراق للأردن لاسرائيل ، لماذا لا يفكّر مطلقوا الصواريخ و من يوجهها أن تنطلق من سوريا أو لبنان ؟
لماذا عليها أن تخترق سماء الاردن نحو الكيان؟ أم أنّها صواريخ استعراضية لا تتعدى كونها مفرقعات صوتية؟
نحن و منذ بداية الحرب في غزة ، ندرك ما تحاول الأردن فعله تجاه الاشقاء ، ندرك بأنّ وطننا مذموم لو قدّم الغالي و النفيس ، و أن "البعض" يُحرَّك من سرطان استشرى عدة دول و يريد أن يلتهم المزيد بنهم ، لذلك يشطين عبر اذرعه كل من يقف بطريقه ، ندرك بأنّنا في عين الاعصار سنخرج كما لو أنّنا مررنا في سحابة صيف عابرة ، لذلك حتى لو أصبحت سماء الأردن مسرحا لافلام من يتاجرون في الاوطان ، من يريدون لململة صورة انهارت ، و منابر اهتزت بعد وعود كاذبة لعقود ، فحمى الله هذا الوطن و شعبه و قيادته...