وجهت اللجنة المركزية لحركة فتح نقدا لاذعا شديد اللهجة إلى حركة حماس و من معها من فصائل المقاومة على خلفية رفض هذه الأخيرة القرار الصادر مؤخرا من قبل الرئيس محمود عباس بتكليف الدكتور محمد مصطفى السفاريني تشكيل حكومة فلسطينية جديدة بناءً على مطالب دولية غربية بالمقام الاول .
الانتقاد الفتحاوي إن جاز التعبير ركز بالاساس على ما أسماه تفرد حركة حماس باتخاذ قرار الخوض في معركة طوفان الأقصى دونما إشراك لأحد بهذا الأمر المصيري ، لكن بعد ساعات قليلة من صدور هذا البيان أعلنت هيئة البث الصهيونية أن كتائب شهداء الاقصى و هي مجموعات مسلحة تابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " شاركت في هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي أطلقت عليه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تسمية عملية طوفان الأقصى و قامت بتجهيز العديد من المقاتلين للاشتراك في هذه العملية .
بيان اللجنة المركزية لحركة فتح تجاهل هذه الحقيقة الدامغة التي لا يمكن إنكارها و هي أن فتح على مستوى القاعدة الشعبية الثورية كانت و لا زالت جزءًا من مشروع المقاومة الفلسطينية في سوادها الاعظم و هو الأمر الذي يؤكده حقيقة أن الغالبية العظمى و الساحقة من الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني هم من أبناء هذه الحركة حيث تصل نسبتهم حسب بعض الإحصائيات الموثوقة إلى 60% من إجمالي الأسرى الفلسطينيين و ما ترحيب حركة فتح في بيان لها بتاريخ 26/ 11 / 2023 بتبادل الأسرى بين حركة حماس و العدو الغاشم الا دليل صارخ آخر على ذلك .
الحقيقة الأخرى التي لا يمكن غض الطرف عنها هو أن بعض الأطراف المتنفذة داخل السلطة الفلسطينية لا ترغب على ما يبدو بل تخشى إلى أبعد الحدود من إطلاق سراح كوادر قيادية في حركة فتح و على رأس هؤلاء عضو اللجنة المركزية للحركة العتيدة مروان البرغوثي الذي يشكل بحسب استطلاعات للرأي العام الفلسطيني أحد أبرز المرشحين لخلافة الرئيس محمود عباس ، و هو الأمر الذي لا يرغب فيه أيضا حكام تل أبيب.
شمس الحقيقة في رابعة النهار لا يمكن أن تحجب في غربال هكذا تقول العرب في حكمتها المأثورة منذ سالف العصر و الزمان ، و أبناء الحركة التي أطلقت الرصاصة الأولى و فجرت الثورة الفلسطينية المعاصرة في مطلع كانون الثاني / يناير من العام 1965 لن يكونوا في مجملهم الا في طليعة المناضلين من أجل تحرير فلسطين العروبة من دنس الصهاينة الغاصبين.