facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




هل العام الحالي الأخطر في تاريخ البشرية؟


صالح سليم الحموري
17-03-2024 11:57 AM

في ظل التطورات الهائلة التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة، يبدو أننا قد دخلنا مرحلة جديدة وغير مسبوقة في "تاريخ البشرية". بعد حضوري "القمة العالمية للحكومات" و"القمة الشرطية العالمية" بداية هذا العام، ومتابعة العديد من التقارير والمحاضرات العالمية، أصبح من الواضح أن العالم يتجه نحو تسارع مذهل في التقدم التكنولوجي بطريقة آسرة، خاصة بعد إطلاق "الذكاء الاصطناعيالتوليدي" و"البيولوجيا الاصطناعية".

الذكاء الاصطناعي يقدم تحديات وفرصًا متنوعة، مع التركيز على ثلاثة جوانب رئيسية: الفرص، المخاوف، والمسؤوليات. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث "ثورة" في مجالات عدة، مثل التعليم الذي يحتاج إلى ثورة كبيرة، الرعاية الصحية التي تسعى ببطىء لمواكبة التطور التكنولوجي، والنقل الذي لا يزال يعتمد على الوقود الأحفوري. ومع ذلك، يحمل الذكاء الاصطناعي أيضًا مخاطر مثل تركيز السلطة، انتشار المخاطر، وتشويش الحقيقة.

أن أهمية تبني الأخلاقيات في استخدام الذكاء الاصطناعي لا يمكن التقليل منها، ويجب على الجميع تحمل المسؤوليات بجدية. وضمان التمثيل الاقتصادي والثقافي العادل، ووضع "تشريعات" لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تحمي البشر وتحافظ على "الأمان الاجتماعي".

الفرص الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي تشمل تحسين الكفاءة، زيادة الدقة، وتسريع العمليات. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الاتصال مع المواطنين وتعزيز الشعور بالأمان والعدالة.

وما ينطبق على الذكاء الاصطناعي يسري أيضًا على البيولوجيا الاصطناعية، التي استفادت من التقدم الكبير في الذكاء الاصطناعي. لقد أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي حجر الزاوية في تطوير التقنيات الحديثة في معظم المجالات، حيث يتيح إمكانيات لا حصر لها في مختلف المجالات، وإنه يفتح آفاقًا جديدة للابتكار والإبداع، ويعد بتحولات جذرية في طريقة عيشنا.

يعد العام الحالي بمثابة نقطة تحول حاسمة في تاريخ البشرية، حيث يجلب الذكاء الاصطناعي التوليدي والبيولوجيا الاصطناعية تحديات وفرصًا جديدة يجب علينا مواجهتها بحكمة ومسؤولية. ولكن، مع الابتكار والتقدم التكنولوجي، يجب أيضًا أن نضع في اعتبارنا الأخلاقيات والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لهذه التقنيات.

في مقاله المعنون "الذكاء الاصطناعي اختطف نظام تشغيل الحضارة الإنسانية"، يناقش المؤرخ والفيلسوف يوفال نوح هراري كيف أن الحواسيب التي تحكي القصص قد تغير مسار التاريخ البشري. يشير هراري إلى أن البشرية قد عاشت تحت ظلال المخاوف من الذكاء الاصطناعي منذ بدايات عصر الحاسوب، حيث كانت المخاوف تتمحور حول قدرة الآلات على استخدام الوسائل المادية للقتل، الاستعباد، أو استبدال البشر. ومع ذلك، فإن العامين الأخيرين شهدا ظهور أدوات ذكاء اصطناعي جديدة تحمل تهديدًا غير متوقع لبقاء الحضارة الإنسانية. فقد اكتسب الذكاء الاصطناعي قدرات مذهلة للتلاعب باللغة واستغلالها وتوليدها، سواء في صورة كلمات، أصوات، أو صور. وبهذا، يبدو أن الذكاء الاصطناعي قد اخترق جوهر نظام تشغيل حضارتنا.

الجميع يطالب الحكومات وصانعي السياسات التأكد من أن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والبيولوجيا الاصطناعية تُستخدم بطريقة تخدم مصلحة الإنسانية وتعزز النمو المستدام والشامل. حث ينبغي وضع إطار تنظيمي واضح يضمن الاستخدام الآمن والمسؤول لهذه التقنيات، مع مراعاة حماية الخصوصية والأمان السيبراني.

لذلك من المهم أيضًا تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي التوليدي. وعلى الدول العمل معًا لتبادل المعرفة والخبرات وتطوير معايير وقواعد مشتركة تضمن استخدامًا عادلًا ومتوازنًا للتكنولوجيا في جميع أنحاء العالم.

في النهاية، العام الحالي قد يشكل تحديًا كبيرًا للبشرية، ولكنه يوفر أيضًا فرصًا هائلة للابتكار والتقدم. بالتعاون والتفكير الاستراتيجي، يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي والبيولوجيا الاصطناعية لخلق مستقبل أكثر إشراقًا واستدامة للجميع.

فهل انا متفائل ام متشائم؟؟؟

في خضم هذه التطورات، أجد نفسي متأرجحًا بين "التفاؤل والتشاؤم"، حيث يتولد لدي شعور جديد من الحيرة. إن الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا واسعة من الفرص لتحسين جودة الحياة ومواجهة التحديات العالمية، ولكن في الوقت ذاته، ينبغي علينا التعامل معه "بحذر ووعي" لتجنب المخاطر المحتملة. إن السعي للتوازن بين التفاؤل بشأن الإمكانيات الإيجابية والواقعية بشأن التحديات هو المفتاح للتعامل مع هذا العصر الجديد من التطور التكنولوجي.

* خبير التدريب والتطوير كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :