ينبغي أن نعلم علم اليقين.. وينبغي أن تعلم الأجيال بوعي تام مجموعة من الحقائق التي اصبحت بعد الحرب على غزة اشد وضوحا واعمق رسوخا، منها:
* ان هذا العالم يزداد ظلما وطغيانا وجحودا ولؤما مع الزمن وزيادة العلم والتحضر المصطنع..
* إن السياسة السائدة في هذا العالم قائمة على الزيف والكذب والخداع ونقض العهود، والإزدواجية، والضحك على الذقون واستغفال للشعوب المستضعفة.
* إن القانون الدولي كذبة كبرى وهو حبر على ورق ، وما وجد إلا لخدمة الأقوياء ، والتسلط عل الضعفاء ، وحماية مصالح الدول الكبرى حصرا ، وفيه كثير من الظلم وعدم الحيادية..
* مواثيق حقوق الانسيان ودعوى حماية الحريات يقصد بها حقوق الانسان المستعمر ، وحريته أن يفعل ما يشاء مع الضعفاء .. وتحمل بالتطبيق عوجا واضحا وانحيازا متعمدا ...
* المنح والقروض والمساعدات ماهي إلا وسيلة ناعمة لإدامة الفقر في العالم الثالث ..ومن أجل ضمان بقائه في حدود العوز الدائم والحاجة المستمرة للتبعية ، وعدم السير في طريق الاستقلال التام والاعتماد على الذات على المدى البعيد ..
* كل المنظمات الأهلية التي تعتمد على التمويل الأجنبي ما هي الا وسيلة لأعطم اختراق اجتماعي وثقافي في التاريخ الإنساني ..ووسيلة استلاب حضاري عبر فئة تمتهن التسول على ابواب سفارات الدول المانحة والمنظمات التابعة لها.. ومن يظن أنها بريئة وأنها تفعل الخير ،وتنثر الصدقات فهو إما غارق في الوهم أو غارق في نعيم الأعطيات .. وانظر اثرهاةفي غزة ..
* إن هذا العالم لا يحترم إلا الأقوياء..وكل من يمتلك القدرة على الإيذاء والتخريب والمشاغبة ، ومن يقدر على الحاق الضرر بمصالح الأقوياء ..
* هذا العالم يقوم على توازن المصالح وموازين القوة، ومنزلة القوة في سياستهم فوق الحق .. وأما الصداقة في العلاقات بين الدول في عرفهم فهي خرافة وضرب من الهبل ، ونوع من الخداع للراي العام وخذاع للسذج والبسطاء وكل الشعوب المستضعفة ...
* في نهاية الحديث لا طريق أمامنا للنجاة من براثن القوى المتسلطة وقوى الاستكبار العالمي الذين يمسكون بالقوة ويحتكرون وسائل التدمير الشامل ؛ الا طريق واحد : السعي نحو امتلاك القوة والتمرد على قوانين التبعية السياسية والاقتصادية والأمنية ... مهما كان الثمن فادحا ، ومهما كانت الكلفة باهظة .. ومهما كانت التضحيات كبيرة ، ومهما طال الزمن أو بعد ..
وعلينا أن لا نجزع من دفع الثمن غاليا ..لان الحرية الحقيقية غالية ومكلفة ، ولا تمنح ولا تعطى بالتسول والتذلل والمسكنة ... ولا تنتزع الا بالدم والجها.د ...ومن يسلك طريقا آخر، أو يروج لطريق آخر فهو مخالف لسنن الكون .. ومخالف للخبرة والتجربة الإنسانية العالمية التي يزيد عمرها عن ملايين السنين ..ومخالف للواقع المرير الذي نعيشه صباحا ومساء ...
* بقي القول أننا لن نتغلب على الاعداء الخارجيين والطغاة المستعمرين والمعتدين المحتلين إلا بعد التغلب على العدو القابع في أعماقنا ؛ المتمثل بصناع الضعف والعجز والجهل والتخلف والفرقة من جانب ..ومن جانب آخر المتمثل بالخيانة والعمالة للأجنبي والمحتل ..اولئك الذين ينفذون مخططات المحتلين والمستعمرين باخلاص وتفان ، وبالترغيب والترهيب والابتزاز.