التوجهات العشر الكبرى التي تصمم مستقبل العالم في 2024
صالح سليم الحموري
16-03-2024 03:23 AM
نشرت مؤسسة دبي للمستقبل تقريرًا يسلط الضوء على التوجهات العشر الكبرى التي من المتوقع أن تشكل ملامح مستقبل العالم. هذه التوجهات، التي تم تحديدها بعد مناقشات مستفيضة بين خبراء من مختلف المجالات والتي تستضيفهم دبي كل عام، تعد بمثابة دليل للدول والمؤسسات البحثية لاستشراف المستقبل والتخطيط له بشكل استباقي.
في مقدمة هذه التوجهات تأتي ثورة المواد، حيث تفتح تقنيات النانو والذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة لابتكار مواد متطورة وصديقة للبيئة. ومع تزايد البيانات وتطور تقنيات الحوسبة، تبرز الحاجة إلى تطوير سياسات فعالة لضمان الأمان السيبراني وحماية خصوصية البيانات.
التوجه نحو تعزيز القدرات الأمنية السيبرانية يأتي في ظل تزايد الثغرات التكنولوجية الأمنية، مما يستدعي من الدول تطوير استراتيجيات وطنية شاملة لمواجهة التهديدات الرقمية.
تطور تقنيات الطاقة، وخاصة الطاقة المتجددة والنظيفة، يمثل ضرورة ملحة لضمان مستقبل مستدام. وهذا يتطلب من الدول الاستثمار في هذا المجال وتشجيع الاستخدام الفعال للطاقة.
إدارة النظم البيئية تحتل أيضًا مكانة بارزة ضمن التوجهات، حيث يتطلب الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي وضع وتنفيذ سياسات بيئية فعالة.
نمو اقتصادات الأعمال المستقلة يبرز كتوجه مهم، حيث تسعى الدول لتوفير بيئة داعمة لريادة الأعمال وتسهيل الوصول إلى التمويل والتدريب.
تسارع الانتقال إلى الواقع الرقمي الجديد يطرح تحديات وفرصًا، مما يدعو الدول إلى الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية وتطوير المهارات الرقمية للقوى العاملة.
التعايش والأتمتة مع الروبوتات المستقلة يتطلب تطوير الإطار التنظيمي لاستخدام الروبوتات وتشجيع البحث والتطوير في مجال الأتمتة.
إعادة تحديد الأهداف الإنسانية تدعو الدول والمجتمعات إلى إعادة النظر في القيم والأهداف في ضوء التطورات التكنولوجية والتغيرات الاجتماعية.
أخيرًا، تزايد الاهتمام بالصحة والتغذية المتقدمة يبرز كتوجه مهم، حيث تطور الدول سياسات صحية عامة تشجع على نمط حياة صحي وتدعم البحث والابتكار في مجال التغذية والرعاية الصحية.
تشير التوجهات العشر الكبرى لعام 2024 إلى مستقبل مليء بالتحديات والفرص، حيث تتطلب من الدول والمجتمعات العالمية التكيف والاستعداد لاستقبال هذه التغييرات بكل ما تحمله من إمكانيات لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة. السرعة والرشاقة في التعامل مع هذه التوجهات ستكون عوامل حاسمة في تحديد مدى نجاح الدول والمجتمعات في استشراف وتشكيل مستقبلها.
*خبير التدريب والتطوير/كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية