*"اسم على مسمى"

منذ بدء العدوان الصهيوني الغربي على غزة وإعلان الكيان الغاصب بانه قطع المياه والكهرباء وأغلق المعابر ومنع دخول البضائع والطعام والدواء والعالم العربي في حيرة من أمره يصعد لهجة التهديد والاستنكار والاستغاثة تارة ويطالب بأن يتخذ العالم خطوات عملية لفتح المعابر والسماح بمرور الأغذية والأدوية والمياه تارة أخرى ..كل ذلك من دون حدوث استجابة فعلية من قبل من يملكون قرار السماح او تحول على أرض الواقع...

على الصعد الشعبية عبر ملايين العرب والمنظمات الاهلية والقوى الشبابية عن استنكارها وعتبها واحباطها ومخاوفها جراء العدوان الغاشم وابدوا مخاوفهم من رفض الكيان المعتدي وانصاره الانصياع الى مناشدات بعض القيادات العربية والعالمية الخجولة والمتضاربة أحيانا .

في حي الطفايلة كان الأمر مختلفا بعض الشيء فقد تظاهر شباب الحي وهتفوا بأعلى صوتهم وناشدوا القيادات والشعوب التدخل لوقف العدوان لكنهم لم يكتفوا بذلك بل كثفوا بحثهم عن الوسائل والسبل التي تمكنهم التحول من حالة الغضب والاستنكار الى حالة الاسناد والمناصرة والى وضع ما يتيسر لديهم من موارد وتبرعات في مجهود الدعم الفعلي للشعب الغزي الواقع تحت ابشع واسواء أشكال الإبادة والتطهير التي تحدثت عنه التشريعات والقوانين الدولية .

الحي الذي يفخر اهله بكنيتهم "صبيان الجعافرة" وانتسابهم الى الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب احد ابناء عم الرسول صلى الله عليه وسلم واحد اكثر القادة الاسلاميين شجاعة وايثارا وصبرا ...يواصلون الليل بالنهار للتخطيط والعمل والتنسيق لنصرة الاهل في غزة وتقديم ما تجود به الأنفس رغم محدودية الموارد وضيق الحال.

الجهد الصادق الذي يقوم به العشرات من أبناء هذا الحي مكنهم من الوصول الى بعض من يحتاجون الإغاثة فقد تمكنوا ومن خلال التنسيق والتعاون مع من يتواجدون على أرض غزة من إيصال عدد من سيارات الإسعاف وكميات من الطعام وتشغيل محطة تحلية مياه وها هم اليوم ينفذون مشروعا لتقديم ٩٠الف وجبة افطار خلال شهر رمضان المبارك.

نعرف ان هذا الجهد متواضع مقارنة بالحاجات الفعلية لأهالي غزة ونعرف ان امكانات الحي متواضعة هي الأخرى لكننا نعرف أيضا ان العزم والتصميم والايمان والصدق هي المحركات والقواعد التي ينطلق منها العمل الصادق ..

الأساس الذي أقيم على جزء من السفح الشرقي لجبلي الجوفة والتاج من عمان يعبر عن حجم الترابط والتعاضد والحس الايماني والعروبي والوطني الذي يتمتع به أهالي الحي...

مبادرة تجمع لجان حي الطفايلة نموذج مشرف لما يمكن ان تقوم به قرى وأحياء وبلدات الأردن والعالم العربي وحبذا لو ان كل محافظة وبلدة وقرية ومخيم عقدت توأمة مع بلدة ومخيم ومحافظة في غزة للشعر الاهل بأننا الأقرب لهم ولنقدم نموذجا لكل أشقاء الفلسطينيين في كل ارجاء العالم العربي واصدقاءهم في العالم .

نعم يستحق أبناء حي الطفايلة الشكر على ما يقومون به وانا على يقين انكم تستحقون هذه الكنية ففي اخلاقكم وسلوككم الكثير من النخوة والشجاعة والكرم والايثار الذي تحلى به جعفر بن أبي طالب .