ثنائية كما هي ثنائية الدم الفاسد و الدم الزكي و الدم المبارك و الدم النجس و العقل البناء و العقل الهدام و الأصل الطيب و الأصل الردي و الأخلاق الجاذبة و الأخلاق الطاردة و المعروف الذي لا يبلى و المنكر المتجدد في النفوس بإعادة إنتاجه على الدوام.
إن ما يجري في غزة و ما جرى قبل ذلك بكثير ، قد أعطى بكل دقة متناهية حجم و وزن و قوة كل شيء ، دولا عظمى و كبرى و منظمات عالمية و إقليمية و محلية و أحزاب و هيئات مجتمع مدني.
كما عرفت أحداث غزة بكل مزاود عبثي لا يخشى الله و الحق و ناكر للجميل و المعروف و لا ينصف الأردن قيادة و حكومة و شعبا و برلمان و الذي لولا الأردن لجاع و خاف و تعرى أكثر من عريه الظاهر الباطن مرتجفا متبدلا لا مبدأ له و منتهى و هم من كل الفئات و المرجعيات من بين ظهرانينا.
لقد فصل القرآن الكريم و الرسول الأعظم عبر سيرته النبوية ، كما فصل تاريخ الأمم السابقة ، حياة هذه الطغمة الفاسدة من البشرية و جعلهم عبرة لغيرهم ، و عرفت البشرية طرق التعامل معهم للحيلولة دون إتساع شرورهم و انتقال عدوى معتقداتهم الهدامة لكل بناء و نضال و جهاد و تضحية.
فنعيذ بالله أردننا العظيم من خليل ماكر عيناه ترياه و قلبه يرعاه إن رأى حسنة دفنها و إن رأى سيئة أذاعها ، من قريب لدود شقيقا كان أم عدوا أم صديق.