كلنا نعلم ان جامعة الدول العربية هي التي طالبت بفرض حظر جوي على ليبيا..وكلنا نعلم ان مجلس الامن الدولي تجاوب واتخذ قرارا بفرض الحظر الجوي على ليبيا..

وكلنا نعلم ايضا ان جامعة الدول العربية لا تستطيع تنفيذ هذا القرار ..كما ان الدول العربية لم تتفق او تتوافق على تنفيذ هكذا قرار..مما اتاح للولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها في حلف الناتو وكذلك فرنسا الفرصة التي تنتظرها لتنفيذ هذا القرار الدولي..

ويجب ان نعترف بانه لولا هذا التدخل الاجنبي ولنقل الاستعماري ان شئنا لنفذت كتائب القذافي مجازر دموية في اوساط الشعب الليبي قد يسقط فيها عشرات الالوف من ابناء ليبيا ما بين شهيد وجريح..

فالايام التي سبقت التدخل الاجنبي كانت كتائب القذافي تدك البنى التحتية للمدن وتقصف المناطق المأهولة بالسكان المدنيين بالصواريخ والقذائف المدفعية من البر والجو والبحر..

فتدخلت الدول الاستعمارية لحماية المدنيين العزل من بطش القذافي الذي ما انفك حتى اليوم يهدد الشعب الليبي بالثبور وبعظائم الامور متوعدا بانه سيلاحق المتظاهرين سلميا شارعا شارعا ودارا دارا وزنقا زنقا..

مما اثار مخاوف الشعب الليبي وطلائعه المحتجين على فساد حكم القذافي وجرائمه البشعة ، واثار مخاوف ابناء العروبة والاسلام وجميع قوى التحرر في العالم..وهنا نستطيع القول ان طائرات وقذائف وصواريخ الدول «الاستعمارية» ارحم بكثير من التي وجهها القذافي لابادة ابناء شعبه ولتدمير مدنه..

ان ثورة الشعب الليبي كما هي ثورة الشعب المصري والشعب التونسي لم تكن اهدافها سوى الاصلاح السياسي والاقتصادي ومكافحة الفساد بكل اشكاله ، وكذلك مكافحة الفقر والتخلف..وهي اهداف مشروعة وعادلة..

وقد كانت هذه الشعوب ومعها جميع الشعوب العربية تتمنى لو تحقق لها ما تتطلع اليه من اهداف مشروعة وعادلة بدون ثورات وانتفاضات وبدون اي تأثير سلبي على الوضع الامني والاقتصادي ،وبدون سفك دماء المدنيين وغير المدنيين..

ولكن عندما ايقنت هذه الشعوب ان نداءاتها ودعواتها لا تجد آذانا صاغية ، اضطرت للخروج الى الميادين العامة للتعبير عما يلحق بها وتعانيه من ظلم وضيم واستبداد وتخلف..

ونأمل ان لا تضطر الشعوب الى المطالبة بالتدخل الاجنبي على غرار ما حصل في ليبيا..حيث كان القذافي وطغمته المسؤولين عن هذا التدخل الاستعماري البغيض.

(الرأي)