المتابع للسياسة الإيرانية في المنطقة العربية، والتي تعبر عنها تغطية « قناة العالم» الإيرانية للحراك السياسي في الوطن العربي، خاصة في مملكة البحرين، يستخلص المدى الـ «لا أخلاقي» الذي وصلت إليه هذه القناة الطائفية الرافضة لكل ماهو عربي او إسلامي.
كما يجد المراقب عمق التوجه السلبي الذي تنظر من خلاله هذه القناة الرسمية الإيرانية لمجمل القضايا العربية وتحديداً في منطقة العراق و الجزيرة والخليج العربي.
ففي الوقت الذي تتجاهل فيه هذه القناة، ولأهداف طائفية خالصة، مجمل الحراك السياسي في العراق، خاصة ما يتعلق بالمقاومة العراقية وحقوق العراقيين ، تمارس بشكل مباشر او غير مباشر تجذير ثقافة الإستقطاب الطائفي في هذا الوطن الجريح. كما نجدها وبطريقة بعيدة عن المهنية وأخلاقياتها الإعلامية، تساهم بطريقة تعبر عن ترصد مسبق من أجل « التشويش» وإثارة النعرات الطائفية في مملكة البحرين، وتعرض سلامة هذا الجزء العزيز والمهم من الأمة العربية إلى الخطر والتمترس الطائفي والإحتراب المذهبي.
لكن الأخطر من ذلك هو دور هذه القناة ومن ورائها الدور الإيراني في تأزيم العلاقة البينية بين مكونات الشعب البحريني ، وإنحيازها غير المبرر لطائفة معينة، بالإضافة إلى دورها المشوه (بشد الواو وكسره) لحقيقة الواقع المجتمعي لمملكة البحرين. فبداية وبصراحة متناهية مبنية على واقع و نسب مكونات المجتمع العربي البحريني، تشير كل الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية إلى عكس ما تذهب إليه الدعاية الإيرانية من خلال شاشة قناة العالم وغيرها من المنابر الطائفية المدعومة من بيت مال المسحوقين الإيرانيين.
كما يبدو أن الساسة الإيرانيين، لم يقرأوا بعد ميثاق جامعة الدول العربية أو إتفاقية تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية و الهدف الذي من أجله تم تأسيس قوات درع الجزيرة. حيث يؤكد كل من ميثاق جامعة الدول العربية وإتفاقية مجلس التعاون بأن للدولة العضو في هاتين المنظومتين الحق بالإستعانة الكاملة او الجزئية، العسكرية اوالسياسية او كليهما، بهذه المنظمات الإقليمية إذا ما تعرض إقليمها او سيادتها او سلمها المجتمعي للخطر. وبالتالي فإن من حق مملكة البحرين الإستعانة بجامعة الدول العربية او مجلس التعاون الخليجي او قوات درع الجزيرة إذا ما رأت بأن مصالحها الوطنية تتعرض للخطر. في حين يمثل تدخل إيران في خيارات مملكة البحرين تدخلاً سافراً في شؤون دولة مستقلة وعضو في الأمم المتحدة، كما أن القانون الدولي العام يحاسب على هذا التصرف الذي يمثل شكل من أشكال العدوان على شعب مسالم.
إن إصرار الجارة المسلمة إيران على إيذاء الأمة العربية، وإستباحة حرماتها، واثارة النعرات الطائفية في مجتمعاتها، وتعريض سلمها المجتمعي للخطر، يبتعد كل البعد عن مفهوم وحدة العقيدة الإسلامية والتاريخ المشترك وحقوق الجيرة ، وكل العوامل المشتركة التي تفرض وجودها علينا عرباً وفرساً، لأننا قبل هذا وذاك مسلمون، والمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده.
كما إنني وغيري ممن كان لهم رأي أيجابي بذلك الحزب الذي طالما رأينا فيه مثلاً يبعد شبح الطائفية وشرورها عن واقعنا العربي، يخرج علينا زعيمه بهيئة رجل طائفي ويطل علينا من خلالة خطبة صلاة الجمعة الماضية، مشيراً بلا لبس او تمويه إلى المدى الذي وصل إليه الإستقطاب الطائفي في عقل ووجدان هذا الرجل الذي كنا نجل ونحترم. لقد خرج علينا هذا الرجل» شاتما» و مهدداً ومتوعداً للبحرين وشعبها وعروبتها، ناسياً هذا الرجل بأن العروبة والإنتماء إلى عقيدتها الإسلامية هي الهوية الأبقى لأمسنا وحاضرنا وغدنا.
الأمل أن يصحو هذا الرجل الذي ملأ الدنيا « صراخاً» في الممانعة والتحدي وشتم الإمبريالية، دون أن يقول لنا كلمة واحدة في صالح الشعب العراقي ومقاومته ضد الإحتلالات الثلاثة للعراق العظيم، الغربي-الصهيوني-الصفوي!!!! حمى الله الأمة العربية بشامها وعراقها وهلالها الخصيب وجزيرتها العربية وخليجها العربي ومصرها ومغربها الكبير وسودانها وبحرينها من شرور الأشرار.
alrfouh@hotmail.com
(الرأي)