بدأ واضحاً بأن مختصر المشهد العالمي لما يصول ويجول في غزة هو أن العالم الغربي بدأ للتو بالتحرر إعلاميا، مبديا "هشاشة" النفس البشرية أمام "جبروت" المشاعر الحقيقية لما يجري هناك، حيث لم تعد تكفي رواية إعلامية واحدة من جانب متحيز فقط.
والسؤال هو؛ هل أصبح العالم أكثر إنسانية تجاه فلسطين وغزة؟ وهل بدت الحكومات الغربية تحسب ألف حساب للرأي العام، وتحديدا لما يجري هناك حاليا من دمار للبشر والحجر؟ وهل ما زال الكثير من العالم العربي بإعلامه (المدجن) هو العبء الوحيد على قضية فلسطين وغزة؟
الجواب نعم هكذا يبدو، فالعالم يشهد حركات (تمرد شبابي) للتعبير عن رفضهم لسياسات حكوماتهم تجاه غزة وفلسطين، صحيح بأن معظم مباني غزة وبنيتها التحتية -وللأسف- قد دمرت، لكن الفلسطينيين قد كسبوا رهان المعركة الإعلامية؛ والتي أصبحت قضية دولية يعرفها أصحاب حركات التحرر الفكري والعقائدي والمنطق المتوازن.
محليا؛ لا توجد دولة في العالم قدمت لفلسطين ولشعبها ما قدمه الأردن بقيادته وشعبه ومؤسَّساته، فما زال الأردن يسعى لإيجاد أفق سياسي يؤدي في نهاية المطاف إلى حلّ الدَّولتين وقيام الدَّولة الفلسطينيّة المستقلَّة، كما يشدد الأردن وبقيادة (الملك) على أن التَّهجير أو إنتاج أيّ ظروف تؤدِّي إلى التَّهجير يشكِّل خرقاً جوهريا لمعاهدة السَّلام. كما أن الموقف الأردني تجاه القضيَّة الفلسطينيَّة هو مساند للحقّ الفلسطيني وواضح منذ نشوئها عام 1948 وليس وليداً للحظة منذ السَّابع من أكتوبر 2023.
وخلاصة القول؛ فإن هناك تحولا إعلامياً عالمياً ضاغطاً إيجابياً تجاه فلسطين، كما أن مواقف الأردن تجاه القضيَّة الفلسطينيَّة هي مواقف مقدرة وثابتة ومشرِّفة على جميع المستويات، وتستند إلى مبادئ القانون الدَّولي والقانون الإنساني، ومبادئ الأخلاق الإنسانيَّة والحسّ العروبي.