رحل جار الرضى أبو حبيب
السفير الدكتور موفق العجلوني
14-03-2024 12:13 PM
دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والأسى من رفيقة دربك يا أبو حبيب السيدة ناديا بطحيش ام حبيب، واهلك وجيرانك واصدقائك ومحبيك، وهم يودعونك إلى مثواك الاخير، شريط من الذكريات العطرة اختزلت أعواماً من الذكريات القريبة والبعيدة، والصداقة والاخوة التي ربطتنا بك وبأسرتك الكريمة. رحلت عن دنيانا تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، واجمل ذكريات الجيرة الطيبة، تيمناً بقوله تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ " ، وقوله صلّى الله عليه وسلّم : "ما زالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بالجارِ، حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ . "
تلقينا نبأ وفاتك المفجع في فجر يوم الاحد ١١/٣/٢٠٢٤الذي هزَ القَلوب بمشاعر مرهفة لم نقوى على تحملها، والآن نحن لا نملك أيها الجار الحبيب أبو حبيب في كل الاحوال الا الدعاء والتضرع إلى الله العلي القدير ان يتغمدك بواسع رحمته، فهو الملاذ والمخرج الوحيد من حالة الحزن والأسى بكل هذه المشاعر الفياضة.
رحل الجار الحبيب انيس حبيب الياس أبو حبيب، رمز المحبة والشهامة والرجولة والوفاء، وعزاؤنا انه ترك ارثا ضخما من الذكريات الطيبة. رحل الجار، وتركنا وحدنا نُصارِع أمواج المآسي، وهذهِ سُنَة الله تعالى في خلقه، انه لا باقي سواه: كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام.
رحمك الله يا انيس لقد آنست كل المحبين والاهل والضيوف المكرمين في بيتك العامر بالكرم والود والحنين أثناء حياتك واستمر هذا الكرم وهذا الانس بعد رحيلك وجموع المعزين يأمون بيتك العامر بسيرتك العطرة، رحلت قرير العين.. وفي النهاية لا نجد ما نقوله سوى اننا فقدناك حقا وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. وندعو الله العلي القدير ان يلهم اهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.
رحيل الأحبَّة يترك في نفوسنا أثرًا عميقًا، فالأشخاص الذين يتركون بصمة جميلة في حياتنا يظلُّون حاضرين بذكراهم الطيبة ومساهماتهم النبيلة.
في رثاء الصديق والجار العزيز، الذي غمرت حياته بالخير والجود والأدب الرفيع، نعبر عن حزننا العميق وتقديرنا الكبير لما كان يمثله في حياتنا وفي حياة الكثيرين. إنه الشخص الذي لم يترك بصمة سوى بصمة الخير والسماحة وقمة الاناقة والذوق الرفيع، الذي لم يعرف عنه إلا الخلق الكريم والأخلاق الفاضلة.
رحيله كان صدمة لنا جميعًا، ولكن نحتسب الأجر والثواب في قبول قضاء الله وقدره. فهو الذي عاش حياةً مثالية، مات على إيمان سيدنا المسيح ابن مريم عليه السلام واتبع سنة سيدنا محمد صلى الله عليه الصلاة والسلام، وأمن بكل الأنبياء والمرسلين، تيمناً بقوله تعالى:" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ." وترك وراءه سيرة طيبة وعطرة لا تُنسى، وكان من المؤمنين، والذي ينطبق عليه قوله تعالى: " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا."
ذكراه الطيبة تفوح في كل مكان، في كل زاوية من أرجاء الأردن ولبنان وفلسطين والعراق والكويت وليبيا واليمن وقبرص والهند وبريطانيا وكل مكان حيث وصلت سيرته العطرة وعطاؤه. إنه الشخص الذي أحبه الجميع، وترك بصمة في قلوب الأحبة والأصدقاء وكل من عرفه.
رحمك الله يا أبا حبيب، وأسكنك فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء. نسأل الله أن يتغمدك برحمته الواسعة، وأن يُلهمنا الصبر والسلوان في مصابنا الجلل .
ولن ننسى ذلك الدعاء/ تلك الابيات الشعرية التي لم تغادر لسان الفقيد الغالي أبو حبيب وهو يرددها على فراش المرض قبل ان تصعد روحه الطاهرة الى بارئها:
قم في الدجـى يـا أيهـا المتعبــــــــد حتى متـى فـوق الأسـرة ترقــــــــدُ
قم وادعُ مولاكَ الذي خلق الدجــــى والصبحَ وامضِ فقد دعاك المسجدُ
واستغفـرِ الله العظـيـم بـذلـــــــــــــةٍ واطلـب رضـاهُ فإنـه لا يحقــــــــــدُ
واندم على ما فات واندب ما مضـى بالأمس واذكر ما يجيء به الغـــــدُ
واضرع وقل يا رب عفوك إننـــــي من دون عفوك ليس لي ما يعضــدُ
أسفا على عمري الـذي ضيعتــــــه تحت الذنوب وأنت فوقي ترصـــــدُ
يا ربِ لم أحسب مـرارة مصـــــــدر عن زلة قد طـاب منهـا المـــــــوردُ
يا ربِ قـد ثقلـت علـي كبائــــــــــــر بـإزاءِ عينـي لـم تـزل تتـــــــــــرددُ
يا ربِ إن أبعدت عنك فـإن لــــــــي طمعـاً برحمتـكَ التـي لا تبعـــــــــــدُ
يا ربِ قد عبـث البيـاضُ بلمتـــــــي لكنَ وجهي بـالمعاصـي أســـــــــودُ
يا ربِ قد ضاع الزمان وليس لـــي في طاعة أو تـرك معصيـة يــــــــدُ
يا ربِ ما لي غير لطفـك ملجــــــــأ ولعلنـي عـن بابـه لا أطـــــــــــــردُ
يا ربِ هب لي توبة أقضـي بهــــــا ديناً علي بـه جـلالـك يشهــــــــــــدُ
أنت الخبيـر بحـال عبـدك إنــــــــــهُ بسلاسـل الـوزر الثقيـل مقيــــــــــدُ
أنت المجيـب لكـل داع يلتجــــــــــي أنت المجير لكـل مـن يستنجـــــــــدُ
من أي بحر غير بحـرك نستقـــــي ولأي بـاب غيـر بابـك نقصــــــــــــد
وفي ختام كلمتي ، لا ننسى أن نبتهل إلى الله العلي القدير، نسأله جلت قدرته أن يتقبل هذا الدعاء منا، وأن يغفر للفقيد ذنوبه ويتجاوز عن سيئاته، ويهدينا جميعًا إلى طريق الهداية والنور. وندعوه أن يُسكن الفقيد فسيح جناته، وأن يُعيننا على تحمل فراقه ونفقد الدفء والحنان الذي كان يمنحه لنا.
رحم الله جار الرضى انيس حبيب الياس أبو حبيب رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، وانا لله وانا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله.