التفاعل ايجابيا مع الازمة .. بدلا من معاندتها !!
الدكتور احمد القطامين
27-03-2011 01:52 PM
للاسف، شكلت احداث ميدان جمال عبد الناصر نقطة خطيرة اعادة غلط اوراق المشهد الوطني لتعدينا الى نقطة الصفر من جديد. فبعد اشهر من السلوك الراقي في التعاطي مع حراك الشارع الاردني التي شكلت مجالا لتنفيس الاحتقان الذي يعم المنطقة العربية من المحيط الى الخليج لتخفيف تأثيراته الجانبية على الاردن.. صدمنا بحركة غير مدروسة ادت الى هذا الخلط الكارثي للاوراق مرة اخرى.
تاريخيا، استطاع الاردن نظاما وشعبا ان يتجاوز اللحظات التاريخية الحرجة بحكمة وان يخرج منها قويا وفاعلا ليعيد نسج المعادلة الوطنية على اسس راسخة من الالتفاف المقتدر بين الشعب وقيادته الهاشمية .. وكان ذلك يحدث دائما بسبب المعالجة الحكيمة والادارة الفعالة للحظات الحرجة التي ترافق الاحداث الجسيمة التي تعودت المنطقة على ان تشهدها.
نحن الآن امام لحظة تاريخية فارقة وحبلى بشتى الاحتمالات.. المؤكد فيها ان الكثير من النيران تشتعل تحت الرماد وخروجها الى السطح لا يتطلب اكثر من خطأ بسيط جدا قد يقود الى تماس غير مقصود بين النيران والاكسجين، عندها تخرج النيران لتعوم على بحر من الحمم.. وتكون اللحظة قد تشكلت مستخدمة قوانينها الخاصة لا قوانين من يتصدون لها.
لتجنب هذا السيناريو لا بد من سلوك حكيم يتفاعل ايجابيا مع معطيات الازمة ويقودها الى مآلآت تقلل من الخسائر بدلا من ان تقود الازمة الجميع الى تخوم الكارثة..
لقد كان من الممكن التعامل مع الاعتصام في دوار جمال عبد الناصر بطريقة مختلفة تنسجم مع ما تعودنا عليه في الاشهر الماضية.. ان الحلول الابداعية في التعامل مع لحظات التأزم اصبحت ضرورية لأن الحلول القديمة الجاهزة لم تعد تمتلك مقومات الصمود في زمن الثورة والتأزم والغليان.
علينا ان نعترف اولا وقبل كل شيئ اننا نعيش الان وسط معطيات الفاعل الكفؤ الوحيد فيها هو الازمة، وان التعامل الفعال معها لا يتم ابدا الا من خلال التخلي عن الطريقة القديمة في التفكير واللجؤ الى خلق وادامة طريقة جديدة توفر حلول استثنائية تتعاطى مع الازمة بمنطق واساليب ادارة الازمات لا بمنطق البلطجة والانفعال وعدم القدرة على حساب عواقب ما نقوم به.
حمى الله الاردن الحبيب.. وطنا لكل الاحرار.
qatamin8@hotmail.com