"عل الأصل دور"، عبارة نسمعها باستمرار وخاصة من كبارنا والذين نعتبرهم مدرسة في الحياة وتجاربها ، وقد تقال بصيغة أخرى ، " أصله برده" ، جميعها عبارات بألف معنى ، فهذه العبارات لا تقتصر على الارتباط أو اختيار الشريك فقط ، بل في جميع العلاقات الإنسانية البشرية ، في الصداقة والعمل ووووووو....
في الحياة العملية والمناصب القيادية تختصر هذه العبارة وتتضمن جميع مهارات وسمات القيادة ، فالقائد التربوي لابد أن يتقن التوجيه والإرشاد وتعديل السلوك ، ويفترض أن يتسم بها كل من هو في موقع المسؤولية وخاصة في وزارة التربية والتعليم ، عل الأصل دور ، عبارة لا تسمح بمضرة الأفراد ولا قطع رزقهم ، عل الأصل دور، تبني جسورا من المكاشفة والمصارحة تمهيدا لتعديل السلوك ، والذي يجب أن نتقنه كتربويين قبل الآخرين ، عل الأصل دور ، تجعلنا نقسو على من نتعامل معهم لغيرتنا على مصلحتهم ومصلحة العمل وحرصا منا على تعديل سلوكهم لا مضرتهم ، عل الأصل دور تجعلنا شرسين وظيفيا كما يصنفنا البعض لخوفنا وغيرتنا على مصلحة العمل والوطن وبنكهة المحبة والاحترام ولا يغضب منا احد ، عل الأصل دور تجعلنا نظهر قسوة وجانب ليس من شخصيتنا أمام الأشخاص لمصلحتهم ، وفي غيابهم كل المحبة والإطراء والإشادة ، عكس نهج الكثيرين ، عل الأصل دور، تحفظ حقوق الآخرين وتمنع سلبها ، عل الأصل دور، تجعلنا نتعامل بكل عدالة وشفافية ومخافة لله ، عل الأصل دور، تمنعنا من معاقبة الآخرين بالنقل أو التقاعد واستبدالها بتعديل السلوك ، فالأخطاء نسبية وتقييمك الذاتي المبني على تقييم وبيانات الآخرين لا يعني أن يكون صحيحا ، ما المانع أن ننهج في مؤسساتنا نهج المكاشفة والمصارحة والإصغاء للآخر ؟!
وأخيرا فإن نهج عل الأصل دور لابد أن يتبعه الكثيرون ، فهو نهج يمنع الكثير من المشاكل الوظيفية والمهنية والأسرية وغيرها ، ويعدل سلوك الكثيرين ويزيل نسبة كبيرة من الضغينة والاحتقان ويوجه الجهود جميعها للعمل ، وما زلت أقول ، عل الأصل دور .....وللحديث بقية