مروان المعشر .. نقد صريح لسلبيات عربية قائمة
يوسف عبدالله محمود
10-03-2024 05:35 PM
لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه فلا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه "حديث نبوي شريف"
د. مروان المعشر سياسي محنك لا يتملق او يمسح جوخاً. شغل عدة مناصب في الأردن، وزيراً ونائباً لرئيس الوزراء. نظيف اليد لم يغرّه المنصب فيسعى وراء الثراء وملء الجيوب، طاهر الإهاب، نَقيُّه.
في حوار أجري معه واستمعت اليه تطرق د. المعشر الى قضايا متعددة يعاني منها الأردن وسائر البلدان العربية، صريحاً في كل أقواله لا يُماري او يتزلف.
تحدث عما اسماه بِ "الطبقات الريعية" التي همها الثراء والمصالح الخاصة إن تسلمت مهاماً سياسية لم تلتفت الى المشاريع الإنتاجية التي تخدم الوطن. "الطبقات الريعية" هي بحق عالة على كل الأوطان لأنها غير معنية بهموم جماهير هذه الأوطان. ان تم انتقادها راحت تبرر تصرفاتها متهمة المنتقدين بأنهم خصوم ألدّاء. البلدان النفطية نموذجاً وانا لا أعمم.
د. المعشر اعتبر "المظلة الهاشمية" هي التي تحمي الوطن وتساند الإصلاح.
تطرق د. مروان المعشر على "الدولة المدنية" فذكر انها لن تكون مكتملة الشروط دون ديمقراطية. دون ذلك ستكون "دولة سلطوية". تدار على نحو غير ديمقراطي، لا تسمح بأن يطالها أي نقد ان هي حادت عن النهج السليم. تحدث عن الأولويات التي ينبغي ان تراعيها كل حكومة اردنية او عربية وهي أولوية التربية والتعليم واولوية الصحة مشيراً الى ضرورة ان تراعي حالة المواطن تقدم له الخدمة المجانية. أتساءل متى نرتقي الى هذه الأولويات، فنجسدها على ارض الواقع.
دعا الى ضرورة ان تشكل الحكومات على نحو غير انتقائي إرضاء للعشيرة او القبيلة بل يجب ان تتولاها حكومات حزبية منتخبة.
د. المعشر يرى ضرورة احترام الأحزاب وعدم وصفها بالهدامة، لأن ذلك يعني خنق الحريات وتكميم الافواه، وتبرير الظلم.
وفي حديثه عن الحكومات الأردنية المتعاقبة أشار الى انها تضم الليبراليين والمحافظين.
وهنا بدوري أتساءل: هل مثل هذا الضم يعد ظاهرة صحية أم غير صحية، فالليبراليون لا يتفق نهجهم مع نهج المحافظين.
وفيما يتعلق بثورات الربيع العربي يرى انها لم تلبّ جميع مطالب الجماهير، مازال الشرط الانساني للحياة الكريمة غير متوفر للفقراء في هذه البلدان، ثورات الربيع لم تكن كلها ربيعاً!
د. مروان المعشر دعا الى محاربة الفساد. بحيث يعلن كل مسؤول سياسي عن ثروته لا ضمن رسالة مغلقة قد لا يتم فتحها. محاربة الفساد تتطلب ارادة سياسية تتقصّى وتحاسب.
انتقد د. المعشر هيمنة السلطة التنفيذية الى حد ما على السلطة التشريعية. لابد من احداث الحوار والاتفاق بين السلطتين.
دعا الى مؤسسية العمل التي تنتج مجلساً نيابياً لا يمثل افراداً بل يمثل مجموعات حزبية. لا يجوز ان يكون المجلس النيابي بلا هيبة، تحكمه الطاعة العمياء. المشورة منصوص عليها في كتاب الله.
دعا د. المعشر الى الإصلاح المتدرج وهنا انتقد مباشرة الإصلاح المتدرج في وطنه، فهو تم اتخاذه ذريعة احياناً في عدم الإصلاح، بحجج يعوزها المصداقية.
ومع ايمانه بأن هناك إصلاحات جبارة شهدها الأردن الا انه كان بالإمكان الاستمرار في هذا النهج. الذرائع والتبريرات التي تساق ليست دائماً ذات مصداقية.
انتقد د. المعشر غياب الإرادة السياسية من قبل الجماعات المحافظة التي لا تريد ان تخسر امتيازاتها. غياب الإرادة السياسية خذلان لأي اصلاح.
وبخصوص الإصلاح الاقتصادي أشار الى انه مرهون اولاً بالإصلاح السياسي، كيف سيكون هناك اقتصاد مزدهر إن لم يدعمه اصلاح سياسي حقيقي.
وبعد، كلام في الصميم الذي تفوه به مروان المعشر، ليته يتجسد على الأرض الأردنية والعربية على حد سواء.
youseffmahmouddd34@gmail.com