بعد خذلان البشر .. إلى رمضان المستقر
م. عبدالله الفاعوري
09-03-2024 04:12 PM
صرخات وانهار من دماء وفواجع على مدار ستة أشهر يقدمها اهل غزة اطفالا ونساء وشيوخا، ولا ساكن يحرك انتصارا لهم وحقنا لدمائهم الشريفة بل وتعداه الأمر إلى تجويع وجرائم صهيونية وحشية تستهدف إبادة إخوتنا في غزة وتهجيرهم. فمع مرور هذه المدد الزمانية على هذه الابادة بحق إخوتنا في غزة، لم يقدم بنو البشر أي انتصار لهذه الجرائم البشعة بل وصل الأمر إلى التقبل وإلفة الأمر لتعبر عن صورة وحشية لهذا المخلوق المكرم بالقيم، ولكن مهما خذل البشر، سيستجيب الشجر والحجر وسائر المخلوقات الالاهية لعدل الله وها هو رمضان المبارك يعود علينا بفيوضاته وبركاته الزمانية...
نستبشر ونتأمل ونتفائل ان يكون رمضان هذا الشهر المبارك درعا وسياجا وحلف فضول لأهل غزة، يخفف الامهم وصعوبات الحياة عليهم انتصارا لهم بعد تقصير البشر، رمضان شهر الفتوحات والرحمانيات به ترتفع الهامات وترتقي العبادات وتصدح الصلوات وتصفد قوى الشر بتصفد شياطينها بقدرة الله. اننا نستبشر ان تعود بركة هذا الشهر بالنفع والنصر للظلم الواقع على أهل غزة، كمْ جاعوا؟! وكمْ تألموا؟! وكمْ تحملوا هموما تفوق أعمارهم؟! وكمْ قاسوا ظلما وجورا من احتلال لا يرحم؟!، وكل ذلك في سبيل كيد مؤامرات تستهدف المسجد الأقصى. فكلنا نستشرف خيرا -بإذن الله- ورحمات من الله تظلل اهل غزة في هذا الشهر تطعمهم من جوع وتأمنهم من خوف بعد ان انقطعت ايدي البشرية عنهم فلم يقدموا سوى الأقوال وخرست الأفعال.
إننا نستقبل شهر رمضان هذا العام وقد إهتزت أركان قيمنا ومفاهيمنا ومبادئنا، فعسى ان يكون رمضان هذا العام جرس إنذار يوقظ فينا القيم والمثل العليا والمعاني العظيمة تجاه إخوتنا وفيما بيننا ليخرج اجمل ما فينا ويرتقي فينا الى سمو الايمان وسمو التعاضد ومحبة الخير للغير للرفعة والنهضة.