8 آذار.. هو يوم للتكريم ورفع مستوى الوعي حول التحديات التي قد تعصف بالنساء في مختلف المناطق. هو حشد لدعم قضايا تمكين المرأة على مختلف الصُعد الاقتصادية والسياسية والانسانية. هو نشر لثقافة المساواة بين الجنسين والحد من العنف ضدّ المرأة، والتمييز في التعليم والرعاية الصحية والتمكين والدعم الأسري وتساوي الأجور.

ولكنه في غزة هاشم ليس كأيام معظم نساء العالم، حيث فقدت نساء غزة كافة حقوقهن الانسانية بدأ من حقها في الحياة، حقها ان يكبر ابناءها أمامها، حقها ان ترى المستقبل في عيونهم، حقها ان لا تخاف كل ليلة ان تفقد احد دعائم البيت او ربما تفقد العائلة جميعها لتكمل مشوار الحياة وحيدة بلا حياة وان بقيت على قيد الحياة، وانتهاء بفقدانها العديد من سبل العيش كالغذاء والدواء والماء والمأوى.. والقائمة تطول.

نساء غزة مشروع شهادة مؤجل الى حين قصف صهيوني قادم، او مكالمة هاتفية لا تمهلهم كثيرا لاخلاء المنزل قبل تنفيذ أمر التهديم، او مداهمة تحصد في طريقها كل سبل الحياة وكل الارواح التي تفترش الطريق، او انعدام التعلق بالقادم وهو اشدّ وجعا في الروح والقلب وان بقي الجسد.

نساء غزة يفقدن مقومات الأمن والأمان والسلام كما فقدن سبل الحياة التي ما زلنّ يهدينها لنطف رجالهن ليكون القادم مشروع حياة قد ينجو ليعيد اعمار الدمار الممتد على مرمى النظر في قطاع لم تتجاوز مساحته 365كم، قطاع تكالب عليه المتصهينون ليكسروا نداء الحرية ومعركة الصمود ليهينوا ويدنسوا ما تبقى من كرامة تحت بساطير احتلال ممتد منذ عقود.

نساء فلسطين لا يشبهن أي نساء في تحملهن لحجم الوجع الذي كتب لهن او عليهن لانهن فلسطينيات المولد والكرامة والنخوة والتوق الى الحرية. انهن الشامخات الباقيات العزيزات الراسخات كرسوخ الجبال التي لا تلين ولا تتزحزح، وأعظم انجاز لهن انهن يحرُسن ويحافظن على جيل ابناء الشهداء والاسرى ليكملوا مشوار الصمود لحين تحقيق النصر المأمول وارساء وتثبيت وجود الدولة الفلسطينية.

النساء في بلادي يخبرن العالم ان الاحتفالية وكلمات الاناشيد والموسيقى رفاهية تليق بكل النساء اينما تواجدن، وربما على نساء الكون ان لا يتركن نساء فلسطين يستمعن طويلا الى قرع طبول الحرب وصوت أزيز الرصاص وتفجيرات القنابل وارتطام الصواريخ، ربما على كل النساء الشامخات حول العالم الرافضات للظلم، المتمسكات بالحرية ان يساندن نساء فلسطين وغزة لانتزاع حريتهن وكرامتهن.

يا نساء العالم لقد طال انتظارنا حين تركنا القضية بين ايادي السياسيين، المسؤولين والمفاوضين والداعمين للحق الفلسطيني، وقد اثبتوا بأفعالهم انهم لم يستطيعوا ان يحركوا ساكنا باتجاه الحل المأمول للحرية الفلسطينية، وظني انه آن الأوان لامهات ونساء العالم ان يتكاتفن لدعم الحق الفلسطيني ويخبرن نساء فلسطين انهن لسن وحيدات في مواجهة البربرية الصهيونية.