في يوم المرأة .. تحية إجلال لنساء غزّة
عوني الداوود
09-03-2024 12:17 AM
أصعب آلام الحياة الدنيا هي آلام الولادة.. فما بالكم لو كانت الولادة تحت القصف؟ وفي ظروف لا انسانية على الاطلاق، فلا ماء ولا كهرباء ولا دواء، ولا أية مستلزمات نسائية تساعد المرأة على الولادة.. كل هذا يحدث يا سادة في غزّة العزّة الصامدة لنحو أكثر من 150 يوما، وبما يزيدعلى 5 شهور لم يتوقع كثيرون منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة في7 اكتوبر هذا الصمود البطولي التاريخي أمام أعتى جيوش العالم وأكثرها تسلّحا.
والعالم يحتفل بيوم المرأة، لا بد أن نذكّر بأن معاناة المرأة الفلسطينية لم تبدأ منذ 7 أكتوبر الماضي بل هي الأكثر معاناة منذ اكثر من7 عقود لم تهنأ بعيش رغد، كما غيرها من نساء العالم اللواتي لم يعانين كما نساء غزة.. وكما نساء فلسطين.. اللواتي يشهدن استشهاد أبنائهن أمام أعينهن.. ويدركن أنهن ينجبن اما شهيدا واما أسيرا.. ومنهن من رافقت بنتها في سجن واحد، ومنهن من تحزن على استشهاد اطفالها وهم نيام لا لأنهم استشهدوا، بل لأن يد الغدر اغتالتهم وهم جياع وعطشى.. الاطفال تبتر أعضاؤهم أمام أعين أمهاتهم نتيجة العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة.
المشاهد اللاانسانية أكبر وأكثر ايلاما مما يمكن أن نسرده في هذا المقال، وكثير من المشاهد تبث أمام أعين العالم الذي بات يلملم أطراف ما تبقى من انسانيته علّه يستيقظ من سبات طويل.
والعالم يحتفل بيوم المرأة العالمي هناك أكثرمن 100 الف شهيد وجريح 70 % منهم وربما أكثر من النساء والاطفال.
في غزّة هناك نحو 180 حالة ولادة يوميا، وقرابة 5500 امرأة يلدن شهريا.. والاحصاءات تقول أن هناك 50 الف امرأة حامل في غزة يلدن أو سيلدن في ظروف مزرية ليس لها أي علاقة بالانسانية المزعومة.
الولادات تتم بلا دواء وبلا ماء.. وبلا وقود.. وبحسب وكالة «أونروا» فان نحو 63 امرأة في قطاع غزة تستشهد يوميا اثرالعدوان الاسرائيلي، بينهن 37 أمّا تترك عائلاتها وراءها».
وأن ما لا يقل عن تسعة آلاف امرأة قتلها العدوالاسرائيلي بدم بارد.. و«لا يزال العديد منهن تحت الأنقاض»- بحسب بيان الأونروا-».
وفي هذا المقام لا بد أن أستذكر كلمات أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله خلال لقاءين متتاليين مع محطة CNN الامريكية وكشفت خلالهما المعايير المزدوجة للمجتمع الدولي، وخاطبت الضمير العالم. وتحدثت عن النساء والأمهات في غزة، حين تساءلت جلالتها قائلة:
-«كأم، رأينا أمهات فلسطينيات اضطررن لكتابة أسماء أطفالهن على أيديهم، لأن فرصة موتهم بالقصف أوتحول أجسادهم إلى جثث، عالية جدا.»
-«أريد أن أذكّر العالم بأن الأمهات الفلسطينيات يحببن أطفالهن بقدر ما تحب أي أم أخرى في العالم أطفالها. وأن يمررن بهذا فهو أمر ليس معقولا.»
-«هناك مصطلح في غزة، WCNSF أي طفل جريح ليس له عائلة على قيد الحياة.وهذا مصطلح يجب ألا يكون له وجود أبداً لكنه موجود في غزة.أعتقد أن العالم يصرخ: كم من المزيد من الناس يجب أن يموتوا قبل أن يستيقظ ضميرنا العالمي؟ أم هل هذا أمر لاغي عندما يتعلق بالفلسطينيين؟».
*وفي كلمتها الاربعاء وخلال لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله سيدات أردنيات من مختلف مناطق المملكة، في قصر الحسينية أشارت جلالتها إلى أنه من الصعب الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في ظل ما يحدث في غزة وفلسطين، لكن العالم، في الوقت ذاته، يشاهد أعظم صور التضحية والصمود من المرأة الفلسطينية التي تقف إلى جانبها على الدوام المرأة الأردنية.
الاردن كان وسيبقى السند الأول لفلسطين ،،.وما قدمه الاردن لم يقدمه أحد، لا منّة ، بل واجب تجاه الأهل والأشقاء.. والمرأة الاردنية التي سطّرت بانجازاتها- ونحن نحتفل باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني مقاليد الحكم -سطّرت المرأة الأردنية في كل مكان في هذا الوطن الغالي وعلى كافة الصعد الكثير الكثير، فكان عطاؤها ولا زال لبلدها الأردن ولأمتها العربية والاسلامية، وللقضية الفلسطينية على وجه الخصوص دعما ومساندة، ايمانا بوحدة الدم والمصير وبعدالة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بالحرية وتقرير المصير.
في يوم المرأة العالمي: تحية اكبار واجلال لجلالة الملكة رانيا العبدالله التي قلّدها جلالة الملك عبدالله الثاني وسام النهضة المرصع، تقديرا لعطائها المتميز، وهي التي «ما توانت يوما عن السعي رغم التحديات، وكانت دوما صاحبة موقف جريء مدافع عن المظلومين».. وتحية فخر واعتزاز بالمرأة الأردنية وما تقوم به من أجل الوطن.. وتحية العزّة والكرامة للمرأة في غزة وفلسطين التي تواصل الصمود والتضحيات من أجل وطنها.
الدستور