"لأشاهدك عن قرب أيضا، وقد أخذت على عاتقك تقديم الأفضل لأخواتك وإخوانك الأردنيين في مجالات شتى، دون البحث عن ثناء أو تقدير. وما توانيت يوما عن السعي رغم التحديات والصعاب، ليزيدك شرف الخدمة العامة إصرارا."
أعدت مرارا قراءة رسالة سيدنا جلالة الملك المعظم إلى جلالة الملكة رانيا العبدالله حفظهم الله مع تقليدها وسام النهضة المرصع تقديرا لعطائها المتميز، ودورها الريادي في النهوض بالمجتمع الأردني وحرصها على خدمة أبناء وبنات الوطن بمختلف الميادين.
وأنا اقرأ الرسالة الملكية واتأمل الصورة المنشورة، اختلطت لدي المشاعر بين الإحساس بالفخر بعين؛ وتذكر إنجازات جلالة الملكة ودورها على مدار الخمسة وعشرين عاما مضت في العين الأخرى.
تشرفت بالعمل بمعية جلالة الملكة لسنوات عدة ، سواء في مجالات شؤون الأسرة أو التنمية الاجتماعية أو متابعة المشاريع التنموية، وتعلمت وزميلات لي الكثير من العبر تعد نبراساً في العمل التنموي والحماية الاجتماعية بدءا من تسعينات القرن الماضي عندما باشرنا بدراسة ابعاد قضايا الإساءة للطفل وتفصيلاتها والتي كانت أساسًا للحديث والبحث في خبايا العنف الأسري وإيجاد منظومة متكاملة لحماية الأسرة أصبحت فيما بعد نموذجا رياديا في منطقتنا العربية
تحرص جلالة الملكة دوماً على المرأة الأردنية أينما كانت، وكان تركيزها عليها في المحافظات لا يقل عن اهتمامها بوضع السياسات الوطنية لتمكينها اقتصاديا وعلميا وضرورة دعمها، تعشق الزي الأردني الشعبي وتفتخر به وما يصاحبه من عادات وتقاليد أصيلة لتكون المرأة الأردنية انموذجاً في بناء الأسرة الأردنية التي نريد.
تتمحور توجيهات جلالة الملكة حول دعم الأسر الفقيرة، وضرورة منحهم ما يقدم لهم حياة كريمة وليس فقط في المعونات والدعم المباشر، بل بتقديم ما يؤسس حياة مستدامة مناسبة لهم؛ بدلا من المعونات اليومية والعطايا .
تتابع جلالتها كافة التفاصيل بدقة، وكأنما كل بيت هو بيت اخت أو قريبة لها؛ وتسأل عن المناطق والشخوص بالأسم، ولا يمر عليها أي ادعاء بالإنجاز، بل تتابع بنفسها كل صغيرة وكبيرة.
وقد أعطت جلالتها مؤخرًا درسا لنساء العرب عن الجرأة في الطرح؛ والقوة في الحجة في الحق، وهذا ما شهدناه نموذجا مباشرا في دفاعها الإعلامي عن أطفال وأسر غزة وقضية العرب الأولى امام كبار واشرس الإعلاميين العالميين.
لقد حظي الأردن مع يوبيله الفضي بدعم متقدم للمرأة والأسرة الأردنية، فكانت توجيهات جلالة الملك بدعم مشاركة وتمكين المرأة السياسية في الدستور والقوانين الناظمة لها، وكانت متابعة جلالة الملكة دومًا دعماً وسندا، لتصل إلى ما وصلت اليه اليوم المرأة الأردنية من تقدم علميّ وفكريّ تستحقه الأردنية بدعم ملكي مطلق عز مثيله ،
اليوم في يوم المرأة العالمي؛ ابارك لجلالتها الوسام، فهي تستحقه، وتستحق التقدير منا جميعا على ما قدمته، ملكة اردنية نشمية تدخل قلب وكل بيت أردني.
ختاما، في اليوم العالمي للمرأة اقول لنساء بلدي الغالي كـل عـام وأنتن بخــير؛ تحية لكل امـرأة تصنـع فرقا في حيـاة الآخرين؛ لكـل امـرأة معـطاءة، لكـل من كانت وما زالـت تصنـع النجاحـات والحـب والحيـاه لنفسهـا ولاهلها ومجتمعها، وأزجي تحية اكبار واجلال للمرأة المرابطة في فلسطين؛ تصنع الحياة من العدم وتعطينا املا بصمودها الباسل، ودروسا في العزيمة والتفاني ومعجزة البقاء في ظل ما تعانيه وتواجهه من احتلال همجي لا إنساني.