الذكاء الاصطناعي وحوكمة الاكتشافات العلمية .. هدفنا العالمي الجديد
صالح سليم الحموري
08-03-2024 01:29 PM
في اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات 2024، ألقى "توماس هاكيل"، المؤسس والعضو المنتدب لشركة Newpath Partners، كلمة بعنوان "حوكمة الاكتشافات العلمية.. هدفنا العالمي الجديد". سلط الضوء على الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة وفهم العلاقات بينها بسرعة وفعالية، مما يمثل ثورة في "تصنيع الأدوية واللقاحات".
أكد "هاكيل" على أهمية دور الحكومات في دعم الأبحاث العلمية، خاصة في مجال الأدوية والعلاجات، من خلال تسهيل جمع البيانات الجينومية لإنشاء مستودعات بيانات ضخمة تساهم في فهم التفاعلات الجينية والعلاقة بين الجينوم والأمراض.
شدد على أهمية "التعاون المجتمعي"، مشيرًا إلى أن الدول الإسكندنافية، وخصوصًا فنلندا، تتصدر في مجال تصنيع الأدوية بفضل تعاون المجتمع في التبرع بالدم لدراسة الأمراض الجينية.
أوضح أهمية التوازن بين حماية خصوصية الأفراد وتعزيز البحث العلمي لتحقيق تقدم في مجال الأدوية والعلاجات، داعيًا الحكومات إلى المشاركة الفعالة في دعم الاكتشافات العلمية لتحسين رفاهية الإنسان ومواجهة التحديات الصحية.
تبرز أهمية "الذكاء الاصطناعي" وتكنولوجيا المعلومات في تحقيق طفرات في مجال الأدوية والعلاجات، كما تُظهر التجارب الناجحة في الدول الإسكندنافية كيف يمكن للتعاون المجتمعي والدعم الحكومي أن يسهما في إنجاح الأبحاث العلمية وتطوير الأدوية.
من الضروري أن تعمل الحكومات بشكل فعال لدعم الاكتشافات العلمية، وذلك يتطلب جهودًا مشتركة من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات لتحقيق النجاح في هذا المجال. ولكن من الأمور الأساسية في هذا السياق هو إيجاد إطار صارم لحوكمة الاكتشافات العلمية.
على سبيل المثال، الإنجازات البارزة في علوم الجينوم واكتشاف تقنية "كريسبر-كاس9"، والجدل الذي أثير حول البروفيسور الصيني "هي جيانكوي"، الذي أعلن في عام 2018 عن ولادة أول طفلين معدلين جينيًا باستخدام هذه التقنية. ادعى "هي" أنه قام بتعديل جينات الأجنة لجعلها مقاومة لفيروس الإيدز، مما أثار العديد من الأسئلة الأخلاقية والعلمية. تعرض البروفيسور "هي" لانتقادات شديدة من المجتمع العلمي الدولي لتجاوزه الحدود الأخلاقية للبحث الطبي وعدم اتباع الإجراءات القانونية والأخلاقية المعمول بها، وقد تمت إدانته وسجنه في الصين بتهمة ممارسة الطب بشكل غير قانوني.
تسلط قضية البروفيسور هي الضوء على الحاجة الماسة إلى تطوير إطار تنظيمي دولي صارم يحكم استخدام تقنيات تعديل الجينات مثل "كريسبر-كاس9" لضمان إجراء البحوث الطبية بطريقة مسؤولة وأخلاقية.
من هنا، تبرز الحاجة إلى تبني نهج شامل يدمج الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في الأبحاث العلمية، ليس فقط لتحقيق الرفاهية الإنسانية ومواجهة التحديات الصحية، ولكن أيضًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بشرط حوكمة استخدام الاكتشافات العلمية بطرق مشروعة..
*خبير التدريب والتطوير/ كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية