الهوية السياسية والاستحقاق الدستوري القادم
م. عمار ضيف الله البشير
07-03-2024 12:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله النبي العربي الهاشمي الأمين
سأقتبس من رسالة جلالة الملك عبدالله ابن الحسين المعظم للشباب : "المستقبل لكم انت ايها الشباب, لذلك يجب أن تصنعوا هذا المستقبل, ليس فقط بالمشاركة وانما بالريادة وقيادة مسيرة الاصلاح المنشود لوطنكم وللأجيال القادمة".
أخواتي واخواني: نعيش اليوم عملية تحديث سياسي تعتبر المبادرة الأكثر طموحا في تاريخ الأردن. بالرغم من كل كلام المشككين في نجاحها اصبحنا اليوم نرى الفرق في قناعة الناس وخصوصا الشباب ومدى اقتناعهم وتقبلهم للفكرة في ظل قانون الأحزاب الجديد الذي كفل للمواطنين حق التحزب.
واليوم بتزايد البطالة وارتفاع مستوى الفقر والتحديات المحلية والإقليمية والعالمية أصبحت حاجتنا ملحّة ولابديل عنها في أحزاب قوية مؤسسيا وبرامجيا لتكون قارب النجاة.
فنحن الان أمام خيارين لا ثالث لهما, اما المشاركة الفاعلة في أحزاب تلبي طموحاتنا واما عدم المشاركة والتي تتساوى مع الانتماء لأحزاب غير واعدة ومجربة وبالتالي نكون أعداء لأنفسنا.
المشهد الايجابي في تسارع بتكاتفنا, قبل عام من الان كان من الصعب اقناع أي شخص بفكرة الأحزاب واليوم اذكر على سبيل المثال في اجتماعين استقطابيين فقط حصلنا على عشرين طلب انتساب نوعي لشباب مميزين.
انّ التحدي القادم في مسيرة الأحزاب هو الاستحقاق الدستوري, وتخصيص حصة اكبر من مقاعد البرلمان هو التأكيد على أن التصويت يتم على اساس الهوية السياسية في القائمة الحزبية للوصول الى حكومة برلمانية, فطالما كان التصويت على أساس الانتماء العشائري الذي نفتخر فيه مكونا اجتماعيا.
ان الاستقلالية الفردية وتأثير شيوخ العشائر واستراتيجيات الأحزاب والايديولوجيات والديناميات الاجتماعية والسياسة الأوسع ستلعب جميعها دورا مهما بهذا الخصوص.
لذلك رسالتي للشباب بتحديد هويتهم السياسية بما يتناسب مع أفكارهم ويلبي طموحهم مع الحزب البرامجي الذي يخدم مصلحة الوطن ليس فقط في الشعارات وانما ببرامج حقيقية لتطبيقها ولجان تخصصية ناجعة.
اخيرا وليس أخرا سأختم برؤية الحزب الذي انتمي اليه حزب ارادة: نحو مملكة أردنية هاشمية ديمقراطية تعددية معتمدة على الذات, قويّة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومؤسسيا.