الذكاء الاصطناعي والبيولوجيا الاصطناعية
صالح سليم الحموري
06-03-2024 08:26 PM
مرحبًا بكم في "العالم الجديد" حيث يتقاطع "الذكاء الاصطناعي مع البيولوجيا الاصطناعية"، ويشكلان معًا جوهر "الابتكار التكنولوجي". هذا العصر، حيث تتحد عوالم "الأحياء والآلات" بطريقة لم تكن متصورة من قبل، يتخطى أي تصورات "استشرافية" سابقة. يتم الآن اعتماد خيوط الحمض النووي والخلايا الصناعية كمحاور أساسية، تدفع بالبيولوجيا إلى آفاق جديدة، وتفتح الباب أمام آفاق علمية وتكنولوجية مذهلة، تنبئ بمستقبل يعج بالابتكارات والاكتشافات.
التقنيات لا تنمو أو تعمل في عزلة، خصوصًا تلك ذات الأهداف العامة. بدلًا من ذلك، تتطور عبر سلسلة من الدوائر المتسعة المتتالية، حيث تجد تقنيات أخرى تنمو وتتقاطع مع بعضها بعضًا، مدفوعةً بتلك التكنولوجيا الأساسية. لذا، فإن النظر إلى موجات التكنولوجيا لا يرتبط بالضرورة بالمحرك البخاري أو الكمبيوتر الشخصي أو البيولوجيا الاصطناعية وحدها، على الرغم من أنها جميعًا تقنيات مهمة، ولكنه يتعلق أساسًا "بالتكامل بين التقنيات والتطبيقات المختلفة". "التكنولوجيا البيولوجية والذكاء الاصطناعي" يشكلان قلب هذه الموجة الجديدة.
يعبر "مصطفى سليمان"، العالم البريطاني، السوري الأصل والرئيس السابق لشركة "ديب مايند"، عن رؤيته العميقة لتطور التقنيات وتأثيرها على البشرية. إن فهمه للديناميكيات التاريخية للابتكار يسلط الضوء على كيفية تكرار الأنماط بمرور الزمن، حيث يبدو ما هو غير متصور في البداية أمرًا حتميًا في نهاية المطاف. يشير تعليقه إلى الشهية الكبيرة والمتزايدة للتقنيات المفيدة والفعّالة من حيث التكلفة، وكيف أن كل موجة جديدة من الابتكار تأتي بقوة أكبر من سابقتها. هذا الفهم يعزز أهمية التكيف المستمر والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي وغيره من المجالات التكنولوجية.
ولا ننسى أننا الآن في مرحلة يدفع فيها "الذكاء الاصطناعي الروبوتات" إلى أن تكون قادرة على محاكاة جميع التصرفات الجسدية للبشر وأكثر. حجم "الموجة القادمة" وترابطها يخلقان "ثغرات هيكلية جديدة"، فنقطة "ضعف واحدة" قادرة على أن تُسبب تعاقبًا سريعًا للمشاكل حول العالم، وكلما قل انحسار التقنية في إطار محلي، زادت صعوبة احتوائها، والعكس صحيح، ومهما تعددت الضمانات وبروتوكولات الأمان، فإن نطاق التأثير أوسع مما شهدناه من قبل.
يُعتبر مجالا "البيولوجيا الاصطناعية" و"الذكاء الاصطناعي" روّادًا في مسيرة ثورة علمية وتقنية غير مسبوقة. بفعل الابتكارات الرائدة في هذين المجالين، نقف اليوم على عتبة "عهد تكنولوجي جديد" مذهل كما يقول البرفسور يوسف العساف رئيس جامعة روشستر في دبي، حيث تلتقي الأنظمة البيولوجية والذكاء الآلي لمواجهة أبرز التحديات العالمية، من الرعاية الصحية إلى الزراعة المستدامة وحلول الطاقة النظيفة. استغلال هذه التكنولوجيا يتطلب مزج الابتكار بالتعاون المشترك، إلى جانب تبني معايير أخلاقية ومسؤولية مجتمعية حازمة. في الوقت الذي تستمر فيه هذه الميادين بالتطور والنمو، يظل التساؤل معلقًا: كيف سنوظف هذه الابتكارات الجديدة لصياغة مستقبل يخدم الإنسانية ويحافظ على البيئة، بينما "تئن الأرض تحت وطأة الأفعال البشرية"؟
ستواجه "الحكومات" تحديات معقدة ومتغيرة باستمرار، وللتعامل معها بفعالية، سيكون من الضروري للقادة اتخاذ "قرارات جريئة والتفكير بعيد المدى"، وإن التوازن بين المكاسب قصيرة الأجل والمنافع طويلة الأجل يتطلب "رؤية استراتيجية" و"القدرة على تحمل التحديات القصيرة الأجل من أجل تحقيق أهداف أكبر وأكثر استدامة". في مواجهة "الأحداث الثورية" وذات الأثر البعيد، تصبح الحاجة إلى "حكومات ناضجة ومستقرة ومستشرفه للمستقبل ورشيقة" وموثوق بها من قبل المجتمعات أكثر أهمية من أي وقت مضى. فقط من خلال "الثقة والأداء الفعال" يمكن للحكومات قيادة المجتمعات نحو مستقبل أفضل.