التكريزة .. عادة دمشقية قديمة لتوديع شعبان واستقبال رمضان
06-03-2024 03:54 PM
عمون - تكريزة رمضان عادة دمشقية قديمة منذ قرون، دأب الناس على ممارساتها احتفالاً بقدوم شهر رمضان، تجتمع العائلات والأصدقاء في أحضان الطبيعة يتبادلون الأحاديث والذكريات ويتناولون الأطعمة.
وعلى الرغم من الأزمة والظروف المالية الصعبة التي يعيشها الناس إلا أن هذه العادة موجودة تتم قبيل دخول الشهر الفضيل لتضفي جواً من الألفة والمودة والمحبة.
يقول العضو في البيت الدمشقي للتراث هيثم طباخة إن «تكريزة رمضان هي عادة دمشقية قديمة وهي توديعة لشهر شعبان وتكريماً لاستقبال شهر رمضان، حيث تقوم العائلات الدمشقية بالخروج في سيران (رحلات) إلى الربوة أو الغوطة ويأخذون أغراضهم وطعامهم معهم مثل الأطعمة المختلفة المتناولة في شهر رمضان كالمجدرة واللحمة والمشاوي وغيرها».
أجواء محبة
وأضاف «التكريزة كانت تشهد أجواء من المحبة بين العائلات الدمشقية حيث كانت تتشارك بعض العائلات في هذه السيران بإعداد الطعام وممارسة الألعاب الشعبية كلعبة الطاولة وغيرها لتبقى ذكرى مميزة لهم في استقبال الشهر الفضيل».
وعن معنى كلمة تكريزة، أوضح طباخة أن «الدمشقيين يعتبرون هذه الكلمة تدل على هذه العادة المتداولة منذ عشرات السنين».
وعن استمرار هذا الطقس حالياً، يقول طباخة إن «التكريزة مازالت مستمرة لكن مع تطور الحياة تغيرت الأماكن حيث أصبحت التكريزة تتم في المنتزهات، وليس كما كان سابقاً، حيث كان للطقس روحانية مستمدة من الأرض».
ألفة ومحبة
من جهته، يقول محمود صوان لـ«البيان» إن «التكريزة كانت تتم قبل نهاية شهر شعبان بنحو أسبوع وفي الصيف أو الربيع أو عندما تكون الأجواء صحوة، حيث يخرج الدمشقيون إلى الغوطة والربوة للجلوس على ضفاف بردى، لافتاً إلى أن «التكريزة إما أن تكون عائلية، حيث تجتمع مجموعة عائلات، أو لوجهاء الحارات والمناطق بدمشق، أو لشبان، حيث يمارس الناس اللعب بالسيف والترس وطاولة النرد والمنقلة وإعداد الأطعمة التي يبتعد عنها الناس في شهر رمضان».
ولفت إلى أن «هذه العادة كانت تتم في أحضان الطبيعة وهناك أجواء من الألفة تسود العائلات، أما الآن أصبحت في المنتزهات».
وعن ارتفاع التكاليف جراء الأزمة وتأثيرها على هذه العادة، قال صوان إن «الأزمة بالتأكيد أثرت على الكثير من العادات في رمضان والأعياد إلا أن العديد من أبناء دمشق لا يزالون يمارسون هذا الطقس».
يقول طباخة إننا «نقوم بالبيت الدمشقي للتراث منذ 7 سنوات بإحياء التكريزة بشكلها القديم من خلال ممارسة الطقوس القديمة من خلال الجلوس في أحضان الطبيعة والجلوس على البسط ووجود الحكواتي والمسحراتي وعزف وغناء وتبادل للحديث والذكريات القديمة صندوق الفرجة والعراضة»، لافتاً إلى أن «الناس تقبلت هذه الفعالية للترويح على النفس».
البيان