يبدو هناك تواطؤ دولي مع إسرائيل
د.محمد البدور
06-03-2024 08:24 AM
امريكا لو ارادت وقف شلال الدم الفلسطيني ومجاز اسرائيل في غزة لفعلت ورغم انها تتصرف كمن يقتل القتيل ويحمل بجنازته بمافعلته من انزال للمساعدات اثارت السخرية وبما باتت تتحدث به عن ضرورات يجب على اسرائيل اتخاذها تتعلف بسلامة المدنيين وايصال المساعدات للفلسطينيين وفي ذات الوقت تجيز لاسرائيل حربها تحت شعار حقها بالدفاع عن نفسها وكان اخر تصريح بذلك على لسان نائبة الرئيس الامريكي يوم امس وكذلك على لسان وزير خارجيتها خلال لقاءه الوزير الاسرائيلي غانتس الذي منح اسرائيل الضوء الاخضر فيما لو ارادت الهجوم على رفح شريطة اتخاذها تدابير انسانية تتعلق بالمدنيين.
هذه المراوغة الامريكية وهذا الحنان على اسرائيل لم يكن فقط يعكس انحياز البيت الابيض لها فحسب بل لجم كل دول العالم عن اتخاذ اي عقوبات او اجراءات تجاه جرائم اسرائيل لطالما تتسابف دول اوروبا ومعظم الدول الى محاباة اسرائيل حبا بامريكا وغزلا لطاعتها وطمعا برضاها وحتى الامم المتحدة ومجلس الامن والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأونروا وقفت عاجزة عن اي فعل حاسم لوقف العدوان واكتفت بالإدانات والمطالبات والمناشدات التي افقدتها هيبتها ومصداقيتها.
لم يكن الاسناد والدعم الامريكي السياسي والعسكري في شرعنة هذا العدوان على غزة حاميا لاسرائيل من اي عقاب دولي فحسب بل كان ايضا مكبلا لاي جهد او موقف عربي واسلامي لنصرة اهل غزة ووقفت امة العرب والدول الاسلامية عاجزة امام فضائع اسرائيل بسفك الدم وتجويع الفلسطينيين رغم استغاثة اهل غزة بامتهم وصيحات اطفالها ونسائها الثكلى وكأن امريكا تريد اذلال كل عربي واهانة انسانيته وهذا مانراه بالفعل وشعب غزة يتضور جوعا ويلهث عطشا وجثث شهدائهم تنهشها القطط والكلاب او يدفنوا احياء ولا تمتلك امة العرب والمسلمين حتى مساعدتهم باكفان او قفف او مجارف وكريكات لرفع الطمم عن اجسادهم وبات مانراه بالانسان العربي في غزة تندى له الجبين العربية والاسلامية والانسانية جمعا.
امريكا وحدها القادرة على وقف هذا العدوان وانهاء الصراع الفلسطيني العربي مع اسرائيل وليس صحيحا انها عاجزة عن الزام اسرائيل بوقف عدوانها وجرائما او انها عاجزة عن اجبار نتنياهو على ماتتمناه من حسن السلوك السياسي والانساني في هذه الحرب لان الحقيقة ان نتنياهو وعصابته الارهابية مجرد فزاعات ودمى بيد امريكا تعوي كلما ارادت امريكا ان تبسط نفوذها في المنطقة او تبدلت اجنداتها.
على امريكا ايضا ان تغير من تفكير القلعة الحامية لاسرائيل وان تعيد النظر بسياستها تجاه العرب ومنطقة الشرق الاوسط فقد استهلكت كل فنونها وسأمت المنطقة من كل مسرحياتها وعليها ان تخرج لنا مسلسل جديدا عسى ان يكون ابطاله هذه المرة العرب واسرائيل معا لا اسرائيل وحدها فلم تعد تذاكرها تباع هنا لافلام حفظناها ومللنا مشاهدتها او حتى سماعها وفي مقدمتها فلم السلام والشرق اوسط الجديد او مسرحية صفقة القرن او التعايش السلمي وحقوق الانسان والرفق بالحيوان فلاداعي لامريكا ان ترهق نفسها بالامال والتمنيات لنا بحياة ملؤها السعادة لشعوبنا لطالما اقردتنا وابتلتنا بخنازير وقردة امثال نتنياهو وابن غفير وابن الحمير وابناء مائير وشامير وجولدمائير ولاداعي ان تقلق امريكا نفسها بنا والانشغال بتأمين السلام لنا فقد يكون عشقنا الحرب دفاعا عن كرامتنا وانتزاع حقوقنا لطالما خسرنا في لعبة السلام.