مشروع التحديث السياسي وازدحام الساحة الحزبية
د. محمد العزة
06-03-2024 07:48 AM
مشروع التحديث السياسي الذي جاء استنادا لرؤية ملكية سامية وليشكل تجربة للبدء في بناء الحياة الحزبية الديمقراطية السياسية الاردنية الهادفة للوصول إلى حكومات الاحزاب البرلمانية المنتخبة التي تعتبر أبهى وأفضل صور التمثيل الشعبي لمن يختاره من الأحزاب والأفراد للتعبير عن احتياجاته ومتطلباته وإدارة شؤون الدولة عبر حكومات حزبية برامجية واضحة المعالم والنهج على مستوى الفلسفة الفكرية التي يتبناها الحزب وعلى مستوى قدرة الحزب في توفير الكفاءات والكوادر القادرة على الإدارة على طول متطلبات المراحل التي تمر بها الدولة من تشريعات قانونية وسياسية واقتصادية وتنظيمية لشؤونه الاجتماعية وهذا ما سيجعله اي الحزب يمتلك صفة حقيقة البرنامح وقوة الأداء والقدرة على البقاء والاستمرارية والتوقع له ان يتجاوز اي محطة تواجهه من محطات الاستحقاق الديمقراطي وعدم الركود والجمود عند اولها او أحدها ونفاذ طاقته او صلاحيته في المسير ولا فأن الفشل في الظهور بمظهر الحزب المؤسسي السياسي سيكون وعدا النتيجة وعدا عن ذلك سيظهر بمظهر التكتلات البشرية التي اجتمعت لغايات المصالح الشخصية وهنا سيكون التخوف بأن اغلب الاحزاب هي أحزاب انتخابات ومصانع تدوير يعني ما نفشل فيه على مستوى البيئة بأيجاد مشاريع لإعادة المواد المصنعة وإنتاج المواد الخام الصديقة للبيئة ننجح فيه على مستوى التحديث السياسي وإعادة التدوير للمسؤولين والوزراء.
وما نفشل فيه في إيجاد مشاريع الطاقة المتجددة وخفض كلف الإنتاج ودفع عجلة الاقتصاد نعوضه في النجاح في إعادة إنتاج الطاقات السياسية الاحفورية التي مازالت تعمل على ديزل تناوب السلطة وبنزين اوكتان ٩٥ بيروقراطية الروتينية، الذي يدفع الشارع الاردني الى عدم الاستغراب من ارتفاع أسعار الوقود بين الحين والآخر مادام آلية وعقلية تشكيل الاحزاب ذاتها التي ادارت المشهد الحكومي في سلطة الدولة التي لم تحقق الانجازات الملموسة والتي انتهجت الروتين والنمطية والتخلي عن فكرة ابتكار واجترار الحلول هي التي ستسيطر ، والمتابع للمشهد الحزبي الاردني ان الوسط الحزبي المحافظ أصبح مثقلا ومزدحما ومتخما بإعداد الاحزاب التي تتشابه في مضمون البرنامج السياسي والمضمون الفكري مع اختلاف الأسماء محور قيادة كل حزب وها قد وصلنا إلى ٣٥ حزب ، أغلبيتهم في الوسط الأمر الذي ينذر ان هذه الاحزاب ستحدث ثقبا في مساحتها ويسقط عددا منها في اول محطة من محطات التحديث السياسي الا وهي الانتخابات النيابية القادمة التي ستحلق الأجنحة من على اليمين واليسار بوسط جسدها بما ينساب مع قدرتها على الطيران وتمتعها بهندسة الايروديناميكيا التي تساعد على التحليق والمضي قدما في إنجاح المشروع الديمقراطي البرامجي الاردني .
رحم الله المغفور له الملك الحسين بن طلال الذي قال ذات مرة الزحام يعيق الحركة وهنا على المواطن الاردني في هذه المرحلة المهمة من مراحل دولتنا الاردنية السياسية إحسان الاختيار واتخاذ القرار بالنسبة لتمثيله من الاحزاب التي تحقق مطالبه واحتياجاته وتحقق قناعاته من وراء السبب والفائدة المرجوة من بناء الاحزاب الحقيقية التي تطلع لمصلحة هذا الوطن قيادة وشعبا عبر برامج مؤسسية لدولة ووطن وليس لمرحلة يكون فيها عابر سبيل يقضي حاجته منها ويمضي.
معا نستطيع نحو تحديث سياسي لنكون المشروع الوطني للتغير بتكريس الديمقراطية الاجتماعية منهجا وطنيا في إدارة الحكومات الاردنية القادمة.