ابتليت حركة التحرر الوطني الفلسطيني بتعدد الرايات والقيادات والمرضعات! فنشأت ظاهرة الفصائل التي يزيد عددها على أربعة عشر فصيلاً، بعضها تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، وبعضها اتخذ مظلات- مرضعات أخريات !!
لم يسفر لقاء الفصائل الفلسطينية في موسكو عن شيء؛ لا بل أسفر عن استمرار الانقسام !!
تجلى ذلك في البيان الختامي الذي بين أن «الفصائل اتفقت على أن اجتماعاتها ستستمر في جولات حوارية قادمة للوصول إلى وحدة وطنية شاملة تضم القوى والفصائل الفلسطينية كافة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني» !!
هدف «الوصول إلى وحدة وطنية شاملة»، هدف متكرر منذ سنوات، والطرفان الفلسطينيان، فتح وحماس، اعلنا مرات، التوصل إلى اتفاق إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعلان المصالحة، ولم تنفذ الاتفاقات، في حين أن الاتفاق تم مع نتنياهو !!
وها هنا عدد من الاتفاقات:
اتفاق مكة- 8 شباط 2007. اتفاق الوفاق الوطني- القاهرة 4 أيار 2011. اتفاق القاهرة- 20 كانون الأول 2011. اتفاق الدوحة- 6 شباط 2012. اتفاق الشاطئ غزة- 23 نيسان 2014. اتفاق القاهرة- 12 تشرين الأول 2017.
واتفاق لم الشمل- الجزائر 2022.
مَن يعطل الاتفاقات بعد إبرامها، خاصة تلك المشفوعة بقَسَم مغلّظ على تنفيذها تحت أستار الكعبة ؟!
أول وأهم شروط مواجهة المقتلة الإسرائيلية المحتدمة، والتخفيف من ويلاتها على شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، هو تحقيق الوحدة و/أو الجبهة الوطنية الفلسطينية.
بدون هذه الوحدة و/أو الجبهة، يستحيل تحقيق الردع الكافي للكيان الإسرائيلي ووقف جرائم الإبادة الجماعية، فما بالك بتحقيق النصر على كيان الاحتلال، وانتزاع الاستقلال من براثنه !!
14 راية فلسطينية متفرقة متضادة، ذات مرجعيات وحاضنات عديدة، وتمويل مشروط؛ لن تهزم راية الاحتلال الإسرائيلي الممعن في الاستيطان والتوسع والقتل.
لا يقف الإسرائيليون وحدهم ضد وحدة أداة الشعب العربي الفلسطيني الكفاحية، فثمة من يدفع للزّمار ويملي عليه الألحان. وثمة فصائل فلسطينية «دوراسيل» ينطبق عليها ما قالت العرب عن المتلونين: «حجلُ الجبال، من لون صخورها».