مرة أخرى تسفك دماء أبناء اليمن الذين لهم تاريخ حافل بالتصدي لكل أشكال الغزو الأجنبي فألحقوا الهزائم بالجيوش الأجنبية الطامعة بأراضيهم وبثرواتهم.. ولكن هذه المرة تسفك دماؤهم على أيدي حكامهم الذين يزعمون الحرص عليهم وعلى أبنائهم وحرائرهم.. إن معركة طرد الإنجليز من اليمن الجنوبي لا تزال ماثلة في أذهان شعوب العالم.. وأن الدولة العثمانية قد لاقت الأمرين وسقط جنودها بالألوف على جبال اليمن.

الشعب اليمني لم يسكت يوما على ضيم أو ظلم.. وهاهو يثور للتحرر من ربقة الفساد والفاسدين والمفسدين.. ووضع حد للظلم والتخلف التي يعاني منها منذ عقود..فهو سيظل يحارب الإستبداد والدكتاتورية الصماء وسياسة الإقصاء وسياسة تقريب أبناء القرابة ومنحهم أرفع المناصب في الدولة.. ويحارب سياسة القمع ومصادرة الحريات والمطالبة بحقوقه المشروعة والعادلة..

لقد سقط آلاف الشهداء والجرحى في العاصمة وفي المدن الأخرى واليوم يرغم حكام اليمن على تقديم التنازل تلو الآخر للشباب المتظاهرين احتجاجا على السياسات الخرقاء وعلى الفساد المستشري في مؤسسات وأجهزة ودوائر الدولة.. بل ويلجأ حكام اليمن الذين استمرأوا نعيم الإمتيازات والتسلط على رقاب الناس إلى طلب الوساطة لإخماد ثورة الشباب اليمني الصامد والمؤمن بضرورة اسقاط حكم الطغاة الذين لم يراعوا إلاّ ولا ذمة..

ان الشعب اليمني الابي يستحق الحياة الحرة الكريمة ويستحق ان يلحق بركب العصر الحديث لينعم بالديموقراطية وبالحريات العامة وبالتقدم والرخاء ولم يبق الا ان يتنحى الحكام ويرحلوا حرصا على حقن المزيد من دماء المدنيين العزل ويفسحوا لهم المجال حتى يقرروا مصيرهم بانفسهم ويختاروا القيادة التي يثقون بها وباخلاصها وبكفاءتها وبايمانها بالعمل على ضرورة تحقيق التقدم والازدهار ليظل اليمن محتفظا بصفته (اليمن السعيد) بدلا من التلويح بالحرب الاهلية ليرعب الثوار.

وليت جامعة الدول العربية تتدخل لتمكين اليمنيين من تحقيق تطلعاتهم ومطالبهم العادلة قبل اتاحة الفرصة للتدخل الاجنبي..

(الرأي)