لعصفها دويّ مدمر!!.. وبمجرد إهتزازها تنشق الأرض من تحت الأقدام.. ولثوارانها حمم غاضبة لا تعرف الرحمة.. هذه هي حقيقة الكوارث الطبيعية التي ترتعد منها قلوب العباد.. وقد أكد مؤخراً العديد من العلماء بأن التغيرات التي سببها الإنسان في محيطات الأرض وغلافها الجوي قد تحول كوكبنا الآمن الى مكان خطير، فإنسان القرن الحادي والعشرين قد ساهم بشكل كبير في حدوث كوارث طبيعية أشد فتكاً وأكثر تكراراً وذلك بسبب تعاملنا الخاطئ مع الموارد الطبيعية وسوء استخدامنا لها، ونتيجة لذلك فقد أصبحنا في خضم إختبار ضخم وغير مضبوط على كوكب الأرض الذي لا مكان لنا سواه!!.
فعندما تصان السيارة جيداً فإنها ستكون وسيلة نقل آمنة، أما إذا أُهملت وأُسيء استخدامها، فإنها بالتأكيد ستشكل خطراً على حياة ركابها، وهذا المبدأ نفسه يسري على كوكب الأرض.. لقد شهد العالم حديثاً كوارث طبيعية ومناخية تعتبر الأسوأ منذ عقود والتي كان آخرها الزلزال وتسونامي الضخم الذي هز اليابان والذي أفزع العالم أجمع لكثرة ضحاياه، إضافة الى ما يترتب عنه من أضرار جسيمة قد تصيب العديد من الناس في حالة لم يتم السيطرة كلياً على المفاعلات النووية الموجودة !.
بعد هذه الكارثة المؤسفة والأليمة التي حدثت باليابان، أصبح على جميع الدول التي تمتلك المفاعلات النووية القلق والحذر، فقد أكد خبراء دوليين على ضرورة مراجعة كل هذه الدول لآلية عمل محطاتها النووية وعلى وجه السرعة تحسباً لوقوع أي كارثة أو طارئ.. وعليها أن تعيد النظر أيضاً بطريقة بناء هذه المفاعلات.. وما إذا قد تم فعلاً أخذ جميع سيناريوهات المخاطر والطوارئ المحتملة بعين الإعتبار لأن الذي حصل باليابان من الممكن أن يحصل في أي مكان بالعالم.. فقد كان من المفروض أن تعمل مضخات الطوارئ للتبريد في مفاعل «فوكوشيما» حتى في حال حدوث وتسونامي، ولكنها للأسف لم تعمل!!.. لذا أصبحت هذه المسألة الخطيرة تطرح نفسها على جميع الدول التي لديها طاقة نووية وهي كثيرة في عصرنا هذا.
الكوارث الطبيعية قد تضرب في أي مكان وفي أي زمان، فهي حوادث غير متوقعة ناجمة عن قوى الطبيعة، أو بسبب فعل الإنسان ويترتب عليها خسائر فادحة في الأرواح وتدميرا في الممتلكات، وتكون ذات تأثير شديد على الاقتصاد الوطني والحياة الإجتماعية، بحيث تفوق إمكانيات مواجهتها قدرة الموارد الوطنية وتتطلب مساعدة دولية.
لقد آن الأوان لدول العالم أجمع أن تعي وتعمل على حماية كوكبنا الأم من جميع الأضرار البشرية ومسببات التلوث التي قد تهدد أمننا العالمي، وذلك عن طريق تضافر الجهود سواء على مستوى الإنسان الفرد أو الجماعات والدول لدرء هذا الخطر المحدق بنا جميعاً إن نحن استمرينا على هذه الحالة من الإساءة لكل عناصر الطبيعة المحيطة بنا.
حمانا الله جميعاً من شر الكوارث الطبيعية ومن شر ساعة الغفلة.. ونأمل أن تعود أحوال اليابان هذه الدولة الصديقة إلى أحسن مما كانت عليه!!.
Diana-nimri@hotmail.com
(الرأي)