جذب انتباهي تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي أطلقه من العاصمة الأرجنتينية بيونس ايرس ولم يطلقه في فلسطين او حتى اثناء لقائه بنتنياهو يوم الجمعة الماضي ٢٣/٢/٢٠٢٤ بإن توسع إسرائيل في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة لا يتسق مع القانون الدولي، وذلك في إشارة إلى العودة لسياسة أمريكية قائمة منذ فترة طويلة بعدما تخلت عنها الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب. ( و هذا برأيي : ذر الرماد في العيون ).

كانت إدارة ترامب قد دعمت إسرائيل عام ٢٠١٩ في بناء مستوطنات بالضفة الغربية بتخليها عن الموقف الأمريكي القائم منذ زمن والقائل بأنها "لا تتسق مع القانون الدولي .". وأن واشنطن تشعر بخيبة وان إعلان إسرائيل أنها تخطط لبناء وحدات سكنية جديدة في الضفة الغربية، قد تأتي بنتائج عكسية فيما يخص التوصل إلى سلام دائم ... وان بناء المستوطنات لا يتسق أيضا مع القانون الدولي. وان الإدارة الأميركية تعارض بشكل صارم التوسع في المستوطنات، وأن هذا يؤدي فقط إلى تقويض أمن إسرائيل ولا يعززه.

في الوقت الذي صرح به مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس ترامب (صاحب صفقة القرن) قد قال في نوفمبر تشرين الثاني ٢٠١٩ إن واشنطن لم تعد تعتبر مستوطنات إسرائيل في الضفة الغربية بأنها "لا تتسق مع القانون الدولي" منهيا بذلك سياسة أمريكية استمرت أربعة عقود. و مخالفاً لاتفاقية جنيف الرابعة لعام ١٩٤٩ وقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة التي تنص على ان نقل مدنيي أي دولة إلى الأراضي المحتلة امر غير قانوني و يدان من كافة الدول .

سؤال موجه للمجتمع الدولي ...!!!؟؟؟ هل توقف مخالفة إسرائيل عند بناء المستوطنات للقانون الدولي ...؟؟؟ هل بدأ بناء المستوطنات هذه الأيام فقط ...؟؟؟ هل كل هذه الجرائم التي تقترفها إسرائيل بالدعم الكامل وغير المحدود من الولايات المتحدة الأميركية ليست مخالفة للقانون الدولي ...؟؟؟ هل الفيتو الأميركي ١ و ٢ و ٣ تجاه وقف اطلاق النار في قطاع غزة ليس مخالفة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ...؟؟؟ كفى ضحك على العالم، وكفى ابتزاز، ونفاق، كفى دموع التماسيح، لقد فقد العالم ... إنسانيته، لقد فقد العالم الاخلاق، لقد فقد العالم الديمقراطية ونسي حقوق الانسان وانتهج شريعة الغاب والذئاب المفترسة.

لماذا المجتمع الدولي لم يوقف بناء المستوطنات منذ احتلال الضفة الغربية و الأراضي العربية بما فيها الجولان العربي السوري المحتل منذ عام ١٩٦٧، اين كان المجتمع الدولي في حينه ...!!!؟؟؟.

لقد فقد العالم الحضارة، فقد الإنسانية، فقد الإحساس، و اطلقت الذئاب والوحوش من غابت مالكيها منذ أيام مؤتمر كامل عام ١٩٠٥مروراً بسايكس بيكو ووعد بلفور تنهش عالمنا العربي من فلسطين و قطاع غزة و السودان و سوريا والعراق و لبنان و ليبيا واليمن " و الحبل على الجرار " .

ولكن لا بد ان يكون لنا في عالمنا العربي والإسلامي والعالم الحر قناعة وايمان: " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ * أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. صدق الله العظيم

* مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية

muwaffaq@ajlouni.me