عندما تنطلق مظاهرات عارمة في كل دول العالم مطالبة بالحرية لفلسطين وتتعالى الاصوات المنددة بجرائمها في غزة التي تكشفت فيها عورتها وانفضح امرها بكيانها السياسي الهزيل وجيشها المهزوم ومجتمعها المهزوز فهذا إنتصار للحق الفلسطيني وهزيمة للكيان الصهيوني لطالما وقف الرأي العام العالمي ضدها وقد تكون حرب غزة الفرصة التاريخية الاولى ومنذ احتلال إسرائيل لفلسطين قبل ٧٥ سنه التي يهتز بها الضمير الانساني الدولي من بشاعة جرائم إسرائيل وان يتعرف بصورة مباشرة وبث على الهواء على الوجه الحقيقي لفظاعة الاجرام الاسرائيلي والذي تجلى بعد مجزرة الطحين مؤخرا وقد هب العالم سياسيون وشعوب لاستنكار جريمة إسرائيل بارتكاب جيشها لتلك المذبحة وحتى من الدول الحليفة والداعمة لها.

ولاول مرة عبر تاريخ الاحتلال تدان إسرائيل امميا لارتكابها جرائم ابادة جماعية لطالما اجتمعت العدالة الدولية في لاهاي لتستمع الى تقارير حول جرائم إسرائيل ولتحاكم كدولة مجرمة امام الرأي العام العالمي.

عندما تغرق إسرائيل في حرب ظالمة ومظلمة وتدور في فلك حرب عمياء لاتبصر فيها إسرائيل عدوا واضحا ويصبح العدو فيها لمجرد انه فلسطيني وتبني خططها الحربية وجرائمها على إحصاءات رقمية وإحتمالات تتعلق بقدرات وتعداد افراد المقاومة الفلسطينية وقد فشلت إستخباراتها واجهزة إستشعاراتها في تحديد شكل ولون ومكان عدوها ( حماس) وان كل مالديها ظنون وتكهنات وروايات من معتقلين مدنيين تعتقلهم إسرائيل وتجبرهم على إعترافات كاذبة وواهمة فإن في ذلك هزيمة لجيش إسرائيل وفشله في القضاء على المقاومين في غزة وتصبح إسرائيل تخوض حرب عمياء لاتبصر فيها العدو من الصديق لطالما كثيرا من جنودها سقطوا بنيران صديقة بسبب إرباك جيشها ولعل هذا مايفسر قيام الجيش الاسرائيلي بالقصف والقتل العشوائي لاهل غزة على اعتقاد انها لربما تنجح في ذلك في قتل مقاومين من حماس والجهاد الاسلامي والفصائل الاخرى وقد فشلت في تحديد اماكن وانفاق عدوها من المقاومين الا بعد ان تقصفها المقاومة من هنا وهناك وتقول لهم لقد وصلتم متأخرين.

عندما تهز غزة مضاجع السياسيين الصهاينة ويصبح نتنياهو وعصابة حكومته تائهين مترددين كاذبين على شعبهم ومتسولين النصر من حماس علها تفرج لهم عن اسير يبيض وجوههم التي اسودت امام شعبهم وشعوب العالم فإن في ذلك انتصارا للفلسطينيين وهزيمة للاسرائيليين.

نعم اليوم غزة تهز العالم بيسارها وإسرائيل بيمينها وعلى إسرائيل ان تنقذ نفسها حتى لاتغرق اكثر في وحل غطرستها وإن ارادت البقاء فعليها ان تكون من الصاغرين لحقوق الفلسطينيين.