الوزيرة ناديا الرّوابدة… قياديّة أردنيّة عربيّة
حاتم القرعان
03-03-2024 01:30 PM
تمرّنا الكثير من الأفكار والحقائق ، يسكن البعض منها الذّاكرة ، ومساكن الكُتب والتّاريخ ، يخبرك عنها محراب الأماكن القديمة والبيوت ، تُعلنها الأرض رواية ، وتحملها الأجيال "إنموذجاً" ، بعض الأسماء تجدها حاضرة ، في ملامح الوطن والإنجاز ، تكشف لنا عن سرّ الإرتباط الوثيق بالأرض ، وتقدّمهم أهلاً للمشروع والطّموح ، فتتولّد الفكرة تلو الفكرة محقّقة النّجاح في كافّة الميادين .
معالي ناديا الرّوابدة ، إبنة أبيها السّياسيّ المُخضرم والمؤرّخ ، المعروف بسجاليّته للجدل والحِوار ، دولة السّيد عبدالرؤوف سالم نهار الرّوابدة ، الصّريح إبن بلدة الصّريح الشّماء الأردنيّة ، المعهودة بشدّة بأس رجالها وإقدامهم على خدمة الوطن ورفعته ، وكان دولته رئيس الوزراء الأول في عهد جلالة الملك عبدالله الثّاني بن الحُسين ، بعد مسيرة طويلة أخلص بها للعرش والوطن ، وأميناً جاداً شُهد له بالكفاءة والنّزاهة ، وحصد بشخصيّته السّياسيّة والعلمية العديد من الأوسمة العربيّة والعالميّة ، برفقة ما يحمله من تواضع وبساطة الكِبار .
معالي ناديا الرّوابدة ، شغلت العديد من المناصب الإدارية ، خلال مشوراها قبل أن تتسلّم حقيبة وزارة العمل الأردنيّة عام ٢٠٢٢م ، ومنها رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الأردنيّة ، ورئيس مجلس إدارة شركة تطوير وادي عربة ، وعضو مجلس أمناء جائزة التميز للمغترب الأردني ، وصفها البعض بالسّيدة " الحديديّة " ، التي قدّمت بمشوارها مثالاً واقعيّاً ناجحاً للمرأة القياديّة الأردنيّة ،وكيّف لا تتميّز فكرتها ، وهي محبّة الإبحار في الكُتب والقراءة ، في بيت عرفه الأردنيين مكتبة للفكر والسّياسة ، فأنجب القادّة.
منذ إن تسلّمت مهمّتها الأولى ، حملتها أمانة ورسالة ، وتسلسلت بالإدارات المُختلفة ، بكفاءة وقدرات إداريّة عالية ،فإستحقت المواقع بأمانتها وحبها للعمل.
أثبتت الدّولة الأردنيّة إنها من أول دول المنطقة التي إهتمت بتمكين المرأة ، ومشاركتها في الشّانّ العام ، وذلك تحقيقاً لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بضرورة تحسين دور المرأة والشّباب في المشاريع الوطنيّة المُختلفة ، وفي هذا المضمار تجد معالي ناديا الرّوابدة تحقق فكرة الرّيادة للمرأة الأردنيّة ، وتثبت أن الطّموح لا يأبه لصعوبة الطّريق ، وإنّما بحب الأوطان والفِكرة .
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين.