تعريب قيادة الجيش الأردني العربي ..
صالح الشرّاب العبادي
02-03-2024 12:38 PM
كلمة اصبحت تاريخ ، بل نقطة فاصلة ومفصلية في تاريخ الأردن وتاريخ الجيش الأردني العربي ، حيث كانت قيادة الجيش ليست عربية ، بل ليست اردنية، حيث كانت الأوامر والتوجيهات تصدر من قائد غير عربي ، وهو انجليزي ، إلى قادة ومرؤوسين اردنيين ، فمهما كانت تلك التوجيهات والأوامر تصب في صالح الجيش والتدريب والتأسيس ، الا انها كانت لا تطاق ولا تحتمل ، وإن كانت تنفد ، فهناك من القادة العظام الأردنيين انذاك لديهم القدرة على التوجيه والتدريب والتنفيذ وكانت تستقبل بكل رحابة صدر وتنفد دون تذمر او تردد …
استشعر القائد الأعلى اشتياق الضباط لعربية الأوامر ولأردنية القيادة ، فكانت النقطة الفاصلة الحاسمة القوية بدون تردد ، فأمر الحسين القائد الفذ ، بإعفاء قائد الجيش الانجليزي من مهامه ، وتسليم القيادة لقيادة اردنية عربية .
ليس المقصود بالتعريب الاعفاء المجرد فقط ، بل كانت نقطة تحول في شتى الميادين ، تدريباً وتسليحاً وعلماً عسكرياً وإداريا واستراتيجياً، وطبيعة تجنيداً، فاختفت مصطلحات كانت تقال في المجالس عندما كان يجند الانجليزي الأفراد في صفوف الجيش .
في ذلك الاثناء وضع القائد الأعلى الحسين بن طلال رحمه الله ثقته في الضباط الاردنيين ، وهي ثقة كبيرة ومهمة وشاقة وعبء في تحمل المسؤولية الكاملة ، فما كانوا منهم الا انهم ثبتوا وقالوا كلمتهم وأسسوا ونقلوا للجنود فحوى تلك الرسالة العظيمة التي مفادها قيادة اردنية عربية للجيش العربي …
وعلى الطرف المدني الشعبي ، فان الأردنيين كانوا جنباً الى جنب في توقهم وشوقهم لرؤية جيشهم يقاد ويؤمر ويؤتمن ويدرب من قبل أبناءه ، فكانت الاحتفالات قد شملت كل اطراف الاردن وجميع قبائله وعشائره لهذا القرار القوي الشجاع الحكيم .
الجيش ليس جيشاً فقط فهو السيف والقلم والعلم العسكري والإداري والتخطيط الاستراتيجي والتنفيذ والتحديث والتدريب ، هو مصنع الرجال وصاقل العقول ، هو صانع العزائم ، وصانع الانتصارات ، حامي الحمى .
الجيش هو مقياس ألأمن والاستقرار ومقياس قوة الدولة وعزها وعزمها ، وتقدمها ، الجيش والجندية والعسكر ، تلك الكلمات اذا ما طرقت مسامع الاردنين الكبير والصغير ، فهي تطرب اذانهم ، وتشعرهم بالفخر والاعتزاز ، ليشعروا ان ما وراء تلك الكلمة ، من راحة وطمأنينة وأمن وأمان..
الله ، الوطن ، المليك ، وطلع البدر علينا ، والله الله ، و طالع لك يا عدوي طالع ، واصوات ازيز الرصاص والمدافع والقنابل والدبابات ، والهجوم والدفاع ، والتصنيع والتحديث ، ومسايرة الجيوش ، والصبر والثبات ، والاستشهاد ، وبذل الروح ، والسلام .
نعم، ما وراء كلمة الجيش ، عالم كبير من الحرب والسلم ، والحياة والاستشهاد ، القوة والأنفة ، الصبر والسؤدد…والعزة والكرامة …
أخيراً في يوم التعريب ، والعربية للجيش ، ستبقى ايها الجيش ، الحصن الحصين الذي لن يلين ولا يستكين بإذن الله .
حمى الله الوطن والجيش وادام الله القيادة الهاشمية الأردنية العظيمة التي ما فتأت حياتها إلا في صفوفه وهو الان قائده الأعلى الداعم له ولجميع منتسبيه تدريبًا وتسليحاً وتطوراً وعناية … حمى الله الوطن والجيش والشعب والقيادة.