هل تطفئ الاونروا انوارها ايذانا بالرحيل .. كيف سبيل للانقاذ
الدكتور مهند النسور
02-03-2024 12:37 PM
لقد بات جليا وواضحا ما يتم التخطيط له من المحاولات الممنهجة لتصفية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (ألاونروا)، و التي تعد الامل و المصباح الأخيرالذي ينيرالدرب الكثير من الفلسطينيين الذين عاشوا أيام الاحتلال ودهاليزه المظلمة، من خلال المحاولات إلاسرائيلية الواضحة التي لا مجال للشك فيها لتدمير والقضاء على دور وكالة الأونروا في فلسطين والمنطقة، التي عملت من أجل تيسير و تسهيل حياة الفلسطينيين على مدار سبعون عاما في مخيمات اللجوء وأماكن النزوح..
كما ان وكالة الأونروا تمثل الأمل الوحيد للفلسطينيين للبقاء على قيد الحياة، وأن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يعتبرون الوكالة هى ممثلا للعالم الحر الذي هون عليهم آلامهم وعظم مصيبتهم وجعلهم من يشعرون بأن أحرار العالم لم يتخلوا عنهم وأنهم يقفون إلى جانبهم لإكمال حياتهم بكرامة وانهم ايضا لا زالوا يدافعون عن حقوقهم المشروعة..
وفي ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها أهل غزة في الوقت الحاضر تحدث الكارثة التي تزيد من حجم كارثة الحرب المؤلمة وصعوبة الوضع المأساوي في غزة الا وهو الإعلان عن توقف عمل الوكالة نتيجة لوقف تمويلها من قبل الدول المانحة، والمطلوب الان واستجابة لهذا الواقع المؤلم، فانه من الواجب على الدول العربية والإسلامية ممن تملك القدرات الاقتصادية الكبيرة، الاخذ بزمام المبادرة ودعم الوكالة وإنقاذ عملها من خلال ضخ الاموال اللازمة لضمان استمرارية تمويلها ومواجهة الحملة المنظمة لقطع شريان التمويل عن الأونروا، ومنع تفاقم الأوضاع نتيجة لتوقف التمويل وعمل الوكالة الأمر الذي يعد كارثة جديدة على المواطنين الذين يعيشون في خضم الحرب الدائرة هناك دون توقف منذ أكثر من اربعة شهور وخصوصا الأطفال منهم والنساء الحوامل والمرضعات،
وفي الختام ندعو الى عدم ترك منظمة الاونروا لوحدها في خضم هذا الصراع الممنهج والعمل على ابقاء مصابيحها تضيء سماء غزة المتوشح بالسواد والظلمة، فالمنظمة تضم في بنيتها أهم الخبراءالذين يحتاجون الى الدعم والتشجيع وتمتلك ايضا الخبرات المميزة في مجال تقديم الدعم الإنساني المستمر للفلسطينيين لتضمن بذلك لهم حياة إنسانية تحاكي مسلمات المتطلبات الإنسانية الاساسية التي تكفل العيش الكريم لهم، وان ما سيحدث عقب انهيار الأونروا لا قدر الله، وخصوصا في ظل الوضع الكارثي والحرب المستعرة الذي يعيشه قطاع غزة في الوقت الراهن ، ومن هنا فانه من الواجب على الدول العربية والإسلامية وأحرارالعالم بالعمل وبسرعة لسد النقص المادي واللوجستي الذي تعيشه الأونروا لتعود من جديد لتقديم خدماتها الإنسانية الذي يمثل طوق نجاة للفلسطينيين في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بأكمله من دمار وخراب جراء الحرب الإسرائيلية.
* المدير التنفيذي لشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية "امفنت"