ديمقراطية إسرائيلية وارهاب فلسطيني (12)
اللواء المتقاعد مروان العمد
02-03-2024 12:22 PM
في شهر ديسمبر من عام 2022 شُكلت في إسرائيل الحكومة الاكثر تطرفاً في تاريخها حسب اقوال الجميع بمن فيهم الرئيس الامريكي بايدن ، حيث استطاع حزب الليكود وفي جولة الانتخابات التشريعية الرابعة تشكيل حكومة ضمت ستة احزاب تمثل اليمين واليمين المتطرف وهي :
أولاً /حزب الليكود وهو حزب قومي ليبرالي ، يدعم إقامة المستوطنات في الاراضي المحتلة ، ويؤمن بفكرة إسرائيل الكبرى ، وخصوصية الامة اليهودية . وقد تشكل هذا الحزب عام 1973 من اندماج عدة تنظيمات يمينية صهيونية ، ابرزها حزب حيروت والحزب الليبرالي . وقد سيطر هدا الحزب على الحياة السياسية في إسرائيل بالعقود الاخيرة ، وابرز زعمائه الذين تولوا راسة الوزراء هم مناحم بيغن ، واسحاق شامير و آرئيل شارون ، وبنيامين نتنياهو الرئيس الحالي .
ثانيا / الحزب الصهيوني الديني ، وهو حزب سياسي إسرائيلي قومي ديني يميني متطرف ، يؤمن بالحق التاريخي لليهود في فلسطين والاستيطان فيها ويطلق (عليه ابو الاستيطان ) . و يؤمن بان القدس عاصمة دولة الشعب اليهودي الابدية والتي ستبقى موحدة . ويتزعم هذا الحزب بتسلئيل سموتريش ، والذي اصبح وزير المالية ، و وزير الإدارة المدنية في وزارة الدفاع ، و المذكور اخطر المتطرفين في حكومة نتنياهو ، ومن المدافعين عن الاستيطان والمستوطنات . وكان من المعارضين لتفكيك المستوطنات في قطاع غزة والانسحاب منه عام 2005 . ومن قيادات التمرد على خطة الاخلاء هذه ، حيث تم اعتقاله بعد العثور على700 لتر من الوقود في بيته بهدف استخدامه باعمال تخريبية . كما ان المذكور ابرز المؤيدين للحرب الشاملة على قطاع غزة والضفة الغربية . وخضوع الدولة للقوانين الدينية اليهودية ، وان تطبق على الجميع بمن فيهم الفلسطينيين . وهو معروف بمواقفه المتطرفة ضد العرب واليساريين اليهود .
ثالثاً / حزب عوتسما يهوديت ( او عظمة يهودية او قوة يهودية ) بزعامة إتمار بن غفير ، والذي تولى وزارة الامن الوطني ، والتي من مهامها الاشراف على السجون ، بما فيها السجون الامنية المخصصة للاسرى العرب والفلسطينيين ، مع منحه سلطات واسعة تشمل إدارة شرطة حرس الحدود في الضفة الغربية و الاشراف على المسجد الاقصى . والذي سمح له نتنياهو بتشكيل مليشيات مسلحة من المستوطنين . علماً انه كان عضواً في حركة كاخ المصنفة دولياً كمنظمة ارهابية ، والتي كان يترأسها مائير كاهانا . وهي حركة تم حظرها من قبل الكنيست كونها تمارس التميز العنصري ، وتثير مشاعر الكراهية والعداء ضد العرب . كما قُدمت بحقه خمسون لائحة اتهام، ثمانية منها جنائية، وتهم اخرى لقيامه باعمال شغب ، وإخلال بعمل الشرطة ، والتحريض على العنصرية ، ودعم منظمة ارهابية .
رابعاً / حزب يهوديت هاتوراة . وهو ائتلاف حزبي يميني ديني سياسي إسرائيلي متشدد ، يغلب عليه اليهود الاشكناز . ويدعوا لاقامة دولة يهودية تقودها القوانين الدينية ، وان تكون تعاليم التوراة هي مرجع لسياسة إسرائيل على المستوى الداخلي والخارجي ، ويرفض هذا الحزب المفاوضات مع الفلسطينيين .
خامسا / حزب ساش ، وهو حزب يمثل اليهود الشرقيين المتدينين في إسرائيل ( السفارديم ) وهو حزب ديني يحرص على نشر القيم اليهودية ، وهو يؤيد التفاوض مع الفلسطينيين ، ولكنه يرفض ايقاف الاستيطان ، ويرفض التفاوض حول مستقبل القدس ، ويطالب الدول العربية بتعويض اليهود الذين فقدوا ممتلكاتهم بعد هجرتهم منها الى إسرائيل .
سادسا / حزب نعوم ، وهو حزب قومي ديني معاد للفلسطينيين ، ومناهض لمجتمع الميم ، ويدافع عن تفسير صارم للقوانين الدينية اليهودية في إسرائيل ، وبانضمامه للائتلاف الحكومي اعطى للأحزاب الدينية قوة غير مسبوقة داخل هذا الائتلاف .
وقد كان لتشكيل هذه الحكومة المتطرفة انعكاسات سلبية في جميع انحاء العالم . وتوقع المحللون ان يكون عام 2023 عاما دموياً ما بين الفلسطنيين واليهود ، وذلك بناء على ما قامت به هذه الحكومة من وضع تشريعات تهدف الى تصفية الفلسطينيين اما عن طريق قتلهم، او تهجيرهم . وما اظهرته من اطماع بأن تمتد دولة إسرائيل من النيل الى الفرات . وخاصة على لسان الوزيران المذكوران ، ووضعهما خريطة جديدة لإسرائيل تمتد على هذه المناطق ، واشهارها في المناسبات العامة والرسمية . وحتى ان رئيسها بنيامين نتانياهو فعل ذلك من على منصة الامم المتحدة حث اشهر خارطة لدولة اسرائيل جعل الضفة الغربية وقطاع غزة من ضمنها . وان ما حولها هي دول صديقة لإسرائيل وجعلها بنفس اللون الاخضر . وكثرت في عهدها عمليات اقتحام البلدات والمخيمات الفلسطينية من قبل اجهزة الامن الإسرائيلية ، وا القيام بعمليات اعتقال و اعدامات ميدانية ، وهدم للبيوت ومصادرة بعضها . وممارسة اعمال التنكيل والتعذيب بحق الاسرى الفلسطينين والتضييق عليهم ، ومنع زيارتهم وتعريتهم من ملابسهم اثناء نقلهم من مكان لآخر ، واذلالهم . بالاضافة الى القيام بالاقتحامات المتعددة للحرم القدسي وممارسة طقوسهم الدينية فيه . وبنفس الوقت مضايقة المسلمين اثناء ممارسة شعائرهم الدينية ، ومنعهم من ممارستها في كثير من الاحيان . وخاصة في شهر رمضان عام 2023 ، حيث قامت قوات الاحتلال والمستوطنين اليهود باقتحام ساحاته عدة مرات ، ومنع الاعتكاف المبكر فيه ، وخاصة لمصادفة عيد الفصح اليهودي في هذا الشهر . وبتاريخ 23 من رمضان كان الاعتداء الاشد على المعتكفين في المسجد القبلي ، وقامت قوات الاحتلال باقتحامه من مختلف الجهات مستخدمة قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي والضرب المبرح واعتقال 500 مصل ، حيث ربطت ايديهم وارجلهم بشكل مهين ، ثم تم نقلتهم لمراكز الشرطة . وبنفس الوقت قامت قوات الاحتلال باقتحام مصلى النساء واعتدوا عليهن بالضرب ، ومزقوا حجاب بعضهن ، وتم طردهن من المسجد وساحاته ، ولقد ردت التنظيمات الفلسطينية على ذلك باطلاق عشر صواريخ على المستوطنات اليهودية ، ورد الجيش الإسرائيلي بغارات جوية على قطاع غزة . ودعى كل من ايتمار و سموتريش الى شن عملية السور الواقي 2 في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي سبتمبر عام 2023 تم الاعلان انه قبل عشرة اشهر وصلت خمس بقرات حمراء من ولاية تكساس الامريكية ، وانه تم وضعها في مزرعة سرية في انتظار اكمالها السنتين من عمرها ، والذي سيتم بعد خمس اشهر من الاعلان عنها ، حيث يعتقدون انه يجب ادخال بقرة حمراء لا توجد بها شعرتين من لون مختلف ، ولم يتم استخدمها باي عمل ، الى ساحات المسجد الاقصى ، والتضحية بها ثم حرقها ليتم تطهير جبل الهيكل بشعائره معينة ، ينهي تحرمانهم الديني من دخول جبل الهيكل ، و يسمح لهم بدخوله ،، وهدم المسجد الاقصى واقامة هيكل سليمان على انقاضه كما ورد في شروحات التوراة كما يزعمون .
وفي يوم السبت الموافق السابع من اكتوبر عام 2023 ظهرت جرافة من الجانب الفلسطيني تهدم الجدار الفاصل ، وتجاوز مسلحوا حماس الجدار ، وعبروا سيراً على الاقدام وبواسطة دراجات نارية وسيارات رباعية الدفع ، وطائرات شراعية . ودخلوا الى العديد من المعسكرات ، والعديد من المستوطنات في غلاف غزة ، في عملية اطلق عليها اسم طوفان الاقصى
يتبع..