نقد الاردن مستمر حتى لو ذهبت وحدات عسكرية اردنية وحررت غزة من الاسرائيليين واعادت الحياة لها.. سيتم نقده وعندي امثلة على ذلك واحد كبير والاخر صغير واحد جديد وواحد قديم الجديد الصغير استكثروا على الاردن فوز في بطولة كأس اسيا.. والثاني الكبير القديم قصة رائعة جدا ذكرتها في كتابي لورد الصحراء وكتاب تاريخ ونشأة القوات المسلحة (مع طيب الذكر اللواء مدير التوجيه المعنوي) قاسم باشا محمد صالح الذي قدمه عبدالحافظ باشا الكعابنة هدية لجلالة الملك حسين رحمه الله عام 1997 وفيه انه لما اشتد الضغط على القدس وقاوم اهل القدس عام 1948 اتصلت موظفة فاضلة من عائلة طنوس كان لي شرف زيارتها في منزلها في جبل الحسين وحدثتني عن تلك الليلة التي اتصلت فيها مع الاردن وتلقى الاتصال هزاع المجالي وذهب للملك عبدالله مع صلاة الفجر وابلغ جلالته وقام جلالته بالذهاب الى رئيس الوزراء توفيق ابو الهدى وتفاجأ الرئيس بالملك في تلك الساعه وطلب الملك منه التدخل فقال ان اتفاقه مع بريطانيا (ارنست بيفن ) لايسمح وذهب الملك لكلوب باشا قائد الجيش وشرح له الامر وهنا طلب كلوب من الملك مدة يومين يذهب للقناصل في القدس لحل المشكلة ولم يتحقق شيء وهنا شكل الملك مجلس وصاية تحسبا لاستشهاده وطلب من عبد الله التل الذهاب للقدس وكان عبد الله في اريحا في سرية فيها 200 شخص ولما وصل القدس اطلق (فتاش) في سماء القدس حتى يعرف المقادسة ان (الاردنيين قادمون) ونزل محمود عبيدات مع 80 عسكريا اردنيا فورا للفزعة لاهل القدس وهنا اسقط في الانجليز.
لقد ورطهم الملك وفي الجيش 95 ضابطا بريطانيا واذا انهزم الاردنيون فضيحة لبريطانيا ايضا واجتمع كلوب والسفير البريطاني كيركبرايد وقررا على وجه السرعة انقاذ ما يمكن انقاذه وعملوا مايلي
اولا:ارسلوا لاش قائد قوة البادية ليتمركز مع البادية جهة الشيخ جراح
ثانيا: شكلوا الكتيبة الرابعة وسلموها لاول مرة لعربي (بعد الملك طلال رحمه الله) وهو حابس المجالي رحمه الله وارسلوه لباب الواد حتى يقطع الطريق امام النجدات الاسرائيلية
ثالثا: احضروا من قاعدة فايد في مصر مدافع قوية ولقد قرأت في مذكرات الضابط رشيد مرشود عن قصة هذه المدافع التي تسند الاردنيين اسنادا قويا
رابعا: سمحوا وشجعوا العشائر الاردنية ان تشارك وتوزعت العشائر حول القدس والرملة ووفر لها الجيش الطعام والسلاح وكانوا يعسكرون مقابل وحدات الجيش
ودخل عبدالله التل القدس وطور اسلوب القتال اذ ان الاسرائيليين راهنوا ان عبد الله سيدخل في شوارع القدس الضيقة وسوف يحصروه ويمنعوا المناورات ويمنعوا عودته للخلف ولكن عبد الله لجأ للتكتيك ان يوسع الطريق بحيث يناور ويرجع للخلف وهذا عطل خطط الاسرائيليين وفي باب الواد صمد الاردنيون وكان في مخفر اللطرون شاب مبدع عبد الحميد المعايطة الذي طور عمل المدافع اذ ازال القاعدة وسمح للمدفع ان لا يقذف افقيا بل للاسفل وفي ليلة هاجم الاسرائيليون المخفر وارسلوا امدادات بحيث يأخذوا المخفر تلك الليلة وصمد عبد الحميد ولكن الضغط تزايد واوشك الاردنيون على اليأس وهنا اذن الشيخ موسى العجلوني ..الله اكبر الله اكبر.. وفي الليل البهيم تفاجأ الاسرائيليون بالصوت وبث الحماس في قلوب الاردنيين وهنا تذكرت الاية القرانية الكريمة وانزل من السماء جنودا لم تروها سبحان الله.. وانتصرنا وفي اليوم التالي جاء الامير عبد الاله من العراق في طائرة واصطحب الملك عبد الله للقدس وذهبا لمخفر اللطرون وقابلا الجنود وطلب الملك من موسى ان يؤذن مثلما اذن في المعركة واذن موسى وبكى الملك واصطحبه للديوان ليعمل في معية جلالته (ياريت احفاده واقارب عبد الحميد ان يزودونا بصور هولاء الابطال).. وبصمود مخفر اللطرون والكتيبة الرابعة التي سماها الملك الرابحة وابداع عبدالله التل تحقق النصر واستسلم اليهود واحضروهم للاردن وارسلوهم لام الجمال..
هذه قصة النصر المؤزر وجهود جلالته وابداع الجيش ومشاركة العشائر ولاننسى تخطيط كلوب وكيركبرايد في خطة اارسال الكتيبة الرابعة لباب الواد وقطع الامدادات عن الاسرائليين في القدس ارجو من كل اردني ان يوسع نشر هذا الانجاز الذي لا يعرف عنه احد شيئا وان لا نصغي لكل من يبخس حقوقنا و حقوق شهدائنا ويتغنى بجيفارا وغيره ويكتب عنه ولا يكتب عن انجازاتنا ويكرروا اعمالهم ونحن صامتون مثلا مشاركاتنا في حرب اكتوبر يتغاضوا عنها ولايملوا من رواية قصص مصدرها اسرائيل